@ 323 @ السلام ميتا بعد حول ، وقد فرغوا من العمل ؛ فلما عرفوا موته تفرقوا بعد أن بقوا في العمل سنة بعد موته . قال ابن عباس : فشكرت الجن ذلك للأرضة ، فهم يأتونه بالطين والماء في جوف الخشب . وذكر بعضهم : أن سليمان عليه السلام كان إذا رأى شجرة نابتة سألها : ما اسمك ؟ فتخبره إن كانت للغرس غرست ، وإن كانت للدواء كتب اسمها ، فصلى مرة فرأى شجرة نبتت في مصلاة ، فقال لها : ما اسمك ؟ قالت : الخروب ، فقال : لم نبت ؟ قالت : لخراب هذه الأرض ، فعلم أن موته قد قرب ، فسأل الله تعالى أن يعمي على الجن موته . فقال أهل التفسير : وكانت الجن تزعم أنهم يعلمون الغيب ، فأمر الله تعالى سليمان أن يتخذ عصا ويتوكأ عليها . وقيل : اتخذها من تلك الشجرة فقبض الله تعالى روحه وهو قائم متوكئ على العصا ، فكانت الجن ينظرون إليه ويظنون أنه حي ، ويعملون إلى أن سقط بعد حول . وأراد الله تعالى بذلك أن يعلم الجن أنهم لا يعلمون الغيب ، وقيل : ليعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب وكانوا قد شبهوا على الإنس ذلك ، فإن قيل على التأويل الأول : كيف يشتبه على أحد أنه يعلم الغيب أو لا يعلم الغيب ؟ وإن خفي عليه أمر غيره لا يخفى عليه أمر نفسه ؟ والجواب : أن مردة الجن كانوا صوروا لضعفاء الجن أنهم يعلمون الغيب ، وكان يقع بعض الاتفاقات ، فكانوا يظنون أنهم يعلمون الغيب لغلبة الجهل ، وعند بعضهم : أن عملهم لم يكن في بناء مسجد بيت المقدس ، فإنه قد كان وقع الفراغ عن فعل ذلك بسنين ، وإنما كانوا يعملون غير ذلك من الأعمال . .
وقوله : ( ^ تأكل منسأته ) أي : عصاته ، والمنسأة : العصا بلغة الحبشة ، وقرئ : ' منسأته ' بسكون الهمزة ، وهي ما بينا . .
قال الشاعر : .
( إذا ادببت على المنساة من كبر % فقد تباعد عنك اللهو والغزل ) .
ويقال كلاهما بالعربية . ويقال : نسأت الغنم إذا زجرتها وسقتها ويقال : نسأ الله في أجلك أي : أخره . .
وقوله : ( ^ فلما خر تبينت الجن ) أي : تبينت الجن للإنس أن لو كانوا يعلمون