@ 322 @ .
( ^ راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور ( 13 ) فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا ) * * * * وكان يأكل خبز الشعير ، ويطعم أهله وحاشيته خبز الخشكار ويطعم الفقراء الدرمك ، وهو الخبز النقي . .
وقوله : ( ^ وقدور راسيات ) أي : ثابتات مرتفعات ، ومنه الجبال الرواسي . وفي القصة ، أنه كان يصعد إليها بالسلاليم . .
وقوله : ( ^ اعملوا آل داود شكرا ) قال : تقدر اشكروا الله شكرا ، ويقال : إن الشكر هو تقوى الله والعمل بطاعته . وقيل : إن آل داود هو داود نفسه ، ويقال : داود وسليمان وأهل بيته . وفي القصة : أنه لما نزل هذا على داود قال : والله لا يزال منا بالليل والنهار قائم وصائم ، فكان لا يأتي يوم إلا ومن آل داود فيه صائم ، ولا تأتي ساعة من الليل إلا ومن آل داود فيها قائم . وروى أنه ناوب ساعات الليل وكان يقوم ما شاء الله ، فإذا أراد أن يرقد أيقظ بعض أهله . .
وروى أنه قال لسليمان عليه السلام يا بني ، اكفني أمر النهار يعني : في العبادة أكفك أمر الليل ، فقال سليمان : لا أقدر ، فقال : اكفني أول النهار وأكفك الباقي . وروى أنه قال : يا رب ، كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي ؟ فقال : الآن شكرتني . .
وقوله : ( ^ وقليل من عبادي الشكور ) ظاهر المعنى . والفرق بين الشاكر والشكور : أن الشكور هو الذي يتكرر منه الشكر ، والشاكر الذي يشكر مرة . وقيل : هما واحد . .
قوله تعالى : ( ^ قلما قضينا عليه الموت ) أي : على سليمان الموت . .
وقوله : ( ^ ما دلهم على موته إلا دابة الأرض ) قال بعض المفسرين : كانت الجن تعمل لسليمان عليه السلام في بناء مسجد بيت المقدس ؛ فقرب موت سليمان وقد بقي من العمل بقية ، فقبض الله روح سليمان وهو متكئ على عصا ، وكانوا يظنون أنه حي ، ويجتهدون في العمل ، فأكلت الأرضة العصا فخر سليمان عليه