@ 321 @ .
( ^ السعير ( 12 ) يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور ) * * * * الآخر : أنه كان ( يكون ) عند سليمان ملك قائم بيده سوط من نار ، فإذا عصى أحد من الشياطين ضربه فيحرقه ، فهو معنى قوله : ( ^ نذقه من عذاب السعير ) . .
قوله تعالى : ( ^ يعملون له ما يشاء من محاريب ) أي : المساجد ، ويقال : الأبنية المرتفعة . وفي القصة : أنه أمرهم ببناء الحصون بالصخر ، فبنوا باليمن حصونا كثيرة عجيبة ، وهي صرواح ومرواح وفلتون وهندة وهنيدة وغمدان وغير ذلك . .
وقوله : ( ^ وتماثيل ) أي : الصور . فإن قال قائل : أليس أن عمل الصور مكروه ؟ قلنا : هو في هذه الشريعة ، ويحتمل أنها كانت مباحة في شريعته ، وقد كان عيسى يصور من الطين وينفخ فيه فيجعله الله طيرا . واختلف القول في الصور التي اتخذتها الشياطين ؛ فأحد القولين : أنها صورة السباع والطيور من العقبان والنسور ، وما أشبه ذلك . .
والقول الثاني : أنه أمرهم باتخاذ صورة الأنبياء والزهاد والعباد ، حتى إذا نظرت بنو إسرائيل إليهم ازدادوا عبادة . .
وقوله : ( ^ وجفان كالجواب ) أي : كالحياض ، والجفان جمع جفنة . وفي القصة : أن كل جفنة كان يقعد عليها ألف إنسان . وأنشد حسان في الجفنة شعرا : .
( لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى % وأسيافنا من نجدة تقطر الدما ) .
وأنشدوا في الجابية : .
( كجابية الشيخ العراقي تفهق ) .
أي : تمتلئ . .
وحكى عثمان بن عطاء عن أبيه أنه رأى مرة من هذه القصاع الصغار فقال : والله لقد ذهبت البركة من كل شيء ، وقرأ قوله : ( ^ وجفان كالجواب ) . .
وفي القصة : أنه كان لسليمان عليه السلام سماط يسع أربعمائة ألف إنسان ،