@ 286 @ .
( ^ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ( 36 ) وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت أمسك عليك عليه زوجك واتق الله وتخفي في ) * * * * .
وقوله : ( ^ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) أي : يكون لهم الاختيار ، والمعنى : أن يريد غير ما أراد الله ، أو يمتنع مما أمر الله ورسوله به . .
وقوله : ( ^ ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) أي : أخطأ خطأ ظاهرا ؛ فلما سمعا ذلك سلما الأمر ، وزوجها رسول الله من زيد بن حارثة . .
قوله تعالى : ( ^ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه ) أي : أنعم الله عليه بالإسلام . .
وقوله : ( ^ وأنعمت عليه ) أي : بالعتق ، وهو زيد بن حارثة ، وقد كان جرى عليه سبي في الجاهلية ، فاشتراه رسول الله وأعتقه وتبناه على عادة العرب . .
وقوله : ( ^ أمسك عليك زوجك ) أي : امرأتك ، وأما سبب نزول هذه الآية : ' أن النبي لما زوج زينب من زيد ومضت على ذلك مدة ، دخل عليها رسول الله يوما فرآها قائمة ، وكانت بيضاء جميلة ذات خلق ، وهي في درع وخمار ، فلما رآها وقعت في قلبه وأعجبه حسنها ، وقال : سبحان مقلب القلوب . وسمعت ذلك زينب ، وخرج رسول الله وفي قلبه ما شاء الله ، فلما دخل عليها زيد ذكرت ذلك له ' . وفي بعض التفاسير : ' أن زيدا جاء يشكو زينب ، وكانت امرأة لسنة ، فذهب رسول الله ليعظها ، فكان الأمر على ما ذكرنا ، ثم إن زيدا أتى رسول الله وقال : يا رسول الله ، إني أشكو إليك سوء خلق زينب ، وإن فيها كبرا ، وإني أريد أن أطلقها ، فقال له رسول الله : أمسك عليك زوجك أي امرأتك واتق الله في أمرها ' .