@ 287 @ .
( ^ نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا ) * * * * .
وقوله : ( ^ وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) قال قتادة : هو محبته لها . وقال الحسن : ود النبي طلاقها ولم يظهره . وذكر علي بن الحسين أن معنى الآية : هو أن الله تعالى كان أخبره أن زيدا يطلقها وهو يتزوج بها ، فالذي أخفاه هو هذا ، وهذا القول هو الأولى وأليق بعصمة الأنبياء . ومنهم من قال : الذي أخفي في نفسه هو أنه لو طلقها زيد تزوج بها ، وهذا أيضا قول حسن . .
وقوله : ( ^ وتخشى الناس ) أي : تستحي من الناس ، ويقال : تخشى مقالة الناس ولائمتهم ، وأنهم يقولون إنه تزوج بامرأة ابنه . .
وقوله : ( ^ والله أحق أن تخشاه ) فإن قيل : هذا يدل على أنه لم يخش الله فيما سبق منه في هذه القصة . والجواب من وجهين : أحدهما : أن معنى قوله : ( ^ والله أحق أن تخشاه ) ابتداء كلام في جميع الأشياء ، وقد أمر الله تعالى جميع عباده بالخشية في عموم الأحوال . .
والجواب الثاني : أنك أضمرت شيئا ولم تظهره ، فإن خشيت الله تعالى في إظهاره فاخشه في إضماره . وحقيقة المعنى : أنه لا خشية إلا من الله فيما تظهر و [ إلا ] فيما تضمر ، فلا تراقب الناس . .
فإن قيل : إذا كان قد ود أن يطلقها كيف قال أمسك عليك زوجك ؟ والجواب : أن ذاك الود ود طبع وميل نفس ، والبشر لا يخلو عنه . .
وأما قوله : ( ^ أمسك عليك زوجك واتق الله ) أمر بالمعروف ، وليس عليه إثم فيما يقع في قلبه من غير اختياره ، وعلى أنا قد ذكرنا سوى هذا من الأقوال ، وقد ثبت برواية مسروق عن عائشة أنها قالت : ' لو كتم النبي شيئا من الوحي لكتم هذه الآية ' ، وروى أنه لم تكن آية أشد عليه من هذه الآية . .
وقوله : ( ^ فلما قضي زيد منها وطرا زوجناكها ) في التفسير : أن زيدا لما أخبر