@ 481 @ ( ^ أنهم إلى ربهم راجعون ( 60 ) أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ( 61 ) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ( 62 ) بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ) * * * * والقول الثاني : أن المراد من الآية أنهم عملوا بالمعاصي ، وخافوا من الله . .
قوله تعالى : ( ^ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) أي : إليها سابقون . .
قال الشاعر : .
( تجانف عن جو اليمامة ناقتي % وما قصدت من أهلها لسوائكا ) .
أي : إلى سوائكا . ويقال : ' لها سابقون ' أي : من أجلها سابقون ، يقول الإنسان لغيره : قصدت هذه البلدة لك أي : لأجلك ، وعن ابن عباس أنه قال : ( ^ وهم لها سابقون ) أي : سبقت لهم السعادة من الله . .
قوله تعالى : ( ^ ولا نكلف نفسا إلا وسعها ) قد بينا المعنى ، ويقال : لم نكلف المريض الصلاة قائما ، ولا الفقير الزكاة والحج ، ولا المسافر الصوم ، وأشباه هذا . .
وقوله : ( ^ ولدينا كتاب ينطق بالحق ) أي : عندنا كتاب ينطق بالحق ، وهو اللوح المحفوظ ، واستدل بعضهم بهذه الآية أن من كتب إلى إنسان كتابا فقد كلمه . .
وقوله : ( ^ ينطق بالحق ) أي : يخبر بالصدق . .
وقوله : ( ^ وهم لا يظلمون ) أي : لا ينقص حقهم . .
قوله تعالى : ( ^ بل قلوبهم في غمرة من هذا ) أي : في غطاء ، يقال : فلان غمره الماء ، أي : غطاه . .
وقوله : ( ^ ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ) ( فيه قولان : أن للكفار أعمالا خبيثة محكومة عليهم سوى ما عملوا ( ^ هم لها عاملون ) ) هذا قول مجاهد وجماعة ، وقال قتادة : الآية تنصرف إلى أصحاب الطاعات ، ومعناه : أن المؤمنين لهم أعمال سوى ما عملوا من الخير ( ^ هم لها عاملون ) ، والقول الأول أظهر .