@ 433 @ ( ^ وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين ) * * * * .
أي : تدعو الفرح ، وهذا قول الفراء ونحاة الكوفة ، وأما المبرد أنكر أن تكون الباء زائدة وقال معنى الآية : من يكون إرادته فيه بأن يلحد بظلم ، قال الشاعر : .
( أريد لأنسى ذكرها فكأنما % تمثل لي ليلى بكل سبيل ) .
ومعناه : أراد في أن أنسى . .
وقوله : ( ^ نذقه من عذاب أليم ) أي : يوصل إليه العذاب الأليم ، وأما الإلحاد فهو الميل ، يقال : لحد وألحد بمعنى واحد ، ومنهم من قال : ألحد إذا جادل ، ولحد إذا عدل عن الحق ، وأما معنى الإلحاد ها هنا ، قال بعضهم : هو الشرك ، وقال بعضهم : هو كل سيئة حتى شتم الرجل غلامه ، وقال عطاء : الإلحاد في الحرم هو أن يدخل غير محرم ، أو يرتكب محظور الحرم بأن يقتل صيدا ، أو يقلع شجرة . فإن قال قائل : أيش معنى تخصيص الحرم بهذا كله ؛ وكل من عمل سيئة ، وإن كان خارج الحرم استحق العقوبة ؟ . والجواب : ما روي عن ابن مسعود أنه قال : من هم بخطيئة في غير الحرم لم تكتب عليه ، ومن هم بخطيئة في الحرم كتب عليه ، وعنه أنه قال : وإن كان بعدن أبين ، ومعناه : أنه وإن كان بعيدا من الحرم فإذا هم بخطيئة في الحرم أخذ به ، وهذا معنى الإرادة المذكورة في الآية . .
قوله تعالى : ( ^ وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) أي : بينا وأعلمنا ، وإنما ذكر ( ^ مكان البيت ) ؛ لأن الكعبة رفعت إلى السماء من الطوفان ، ثم إن الله تعالى لما أمر إبراهيم ببناء البيت ، بعث ريحا خجوجا فكنس موضع البيت حتى أبدى عن موضع البناء . وفي رواية أخرى : أن الله تعالى بعث سحابة بقدر البيت فيها رأس تكلم فقال : يا إبراهيم ، ابن بقدري ، فهذا معنى قوله : ( ^ وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ) . .
وقوله : ( ^ ألا تشرك بي شيئا ) يعني : وقلنا له : لا تشرك بي شيئا .