@ 432 @ ( ^ ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ( 25 ) ) * * * * ويصدون عن سبيل الله ) في الحال . .
وقوله : ( ^ والمسجد الحرام ) أي : يصدون عن المسجد الحرام . .
وقوله : ( ^ الذي جعلناه للناس ) أي : جعلناه للناس قبلة لصلاتهم ، ومنسكا لحجهم . .
وقوله : ( ^ سواء العاكف فيه والبادي ) وقرئ : ' سواء العاكف فيه والباد ' بالنصب والتنوين ، فقوله : ( ^ سواء ) بالرفع معلوم المعنى ، وقوله : ( ^ سواء ) بالنصب أي : سويتهم سواء ، وقوله : ( ^ العاكف فيه والبادي ) المقيم فيه ، والجائي . .
واختلفوا أن المراد من هذا هو جميع الحرم أو المسجد الحرام ؟ فأحد القولين : أن المراد منه هو مسجد الحرام ، وهذا قول الحسن وجماعة ، ومعنى التسوية هو التسوية في تعظيم الكعبة ، وفضل فيه ، وفضل الطواف وسائر العبادات وثوابها ، والقول الثاني : أن المراد من الآية جميع الحرم ، ومعنى التسوية : أن المقيم بمكة والجائي من مكة سواء في النزول ، فكل من وجد مكانا فارغا ينزل ، إلا أنه لا يزعج أحدا ، وهذا قول مجاهد وعمر بن عبد العزيز وعطاء وجماعة من التابعين ، وكان عمر - رضي الله عنه - ينهى الناس أن يغلقوا أبوابهم في زمان الموسم ، وفي رواية : منعهم أن يتخذوا الأبواب فاتخذ رجل بابا فضربه بالدرة ، وفي الخبر : أن دور مكة كانت تدعى السوائب ، من شاء سكن ، ومن استغنى أسكن ، وعلى هذا القول لا يجوز بيع دور مكة وإجارتها ، وعلى القول الأول يجوز . .
وقوله : ( ^ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ) ( فيه قولان : أحدهما : أن الباء زائدة ، ومعناه : ومن يرد فيه إلحادا بظلم ) قال الشاعر : .
( [ نحن بني جعدة أصحاب الفلج % نضرب بالسيف ونرجو بالفرج ] )