@ 354 @ ( ^ فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ( 101 ) يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( 102 ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( 103 ) نحن أعلم بما يقولون ) * * * * .
وقوله : ( ^ خالدين فيها ) أي : مقيمين في عذاب الوزر . .
وقوله : ( ^ وساء لهم يوم القيامة حملا ) أي : بئس الوزر حملهم يوم القيامة . .
وقوله تعالى : ( ^ يوم ينفخ في الصور ) وقرأ أبو عمرو : ' ويوم ننفخ في الصور ' واستدل بما عطف عليه من قوله : ( ^ ونحشر المجرمين ) وقرأ الباقون : ( ^ يوم ينفخ في الصور ) وهذا هو الأولى ، وقد بينا معنى الصور من قبل . .
وقوله تعالى : ( ^ ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ) قال الحسن وقتادة وجماعة : عميا . فإن قال قائل : كيف يستقيم هذا ، وقد قال الله تعالى : ( ^ ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة ) والله تعالى إنما خلقهم بصرا ؛ والجواب : أنه حكي عن ابن عباس أن في القيامة تارات وحالات فيحشرون بصرا ثم يعمون . والقول الثاني في قوله : ( ^ زرقا ) : أنه خضرة العين ، فيحشر الكفار زرق الأعين سود الوجوه ، والقول الثالث : عطاشا ، ومعناه : وقد تغيرت أعينهم من شدة العطش ، والقول الرابع : ( ^ زرقا ) أي : شاخصة أبصارهم من عظم الخوف ، قال الشاعر : .
( لقد زرقت عيناك يابن مكعبر % كذا كل ضبي من اللؤم أزرق ) .
والقول الخامس : ( ^ زرقا ) أي : أحد البصر ؛ لأن الأزرق يكون أحد بصرا . .
وقوله : ( ^ يتخافتون بينهم ) أي : يتساررون ، ويتكلمون خفية . .
وقوله : ( ^ إن لبثتم إلا عشرا ) أي : ما لبثتم إلا عشرا ، وقد قال بعضهم : هذا في ' القبر ' ، وقال بعضهم : في الدنيا ، فإن قال قائل : هذا كذب صريح ، وقد لبثوا في الدنيا والقبر سنين كثيرة ! ، والجواب عنه : أن من شدة هول القيامة يظنون أنهم ما