@ 355 @ ( ^ إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ( 104 ) ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( 105 ) فيذرها قاعا صفصفا ( 106 ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( 107 ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) * * * * لبثوا إلا هذا القدر ، وقال بعضهم : إن الله تعالى يرفع العذاب عنهم بين النفختين فيستريحون ، فقولهم : ( ^ إن لبثتم إلا عشرا ) راجع إلى هذا . .
قوله تعالى : ( ^ نحن أعلم بما يقولون ) معناه : أني عالم بقولهم وإن خافتوا . .
وقوله : ( ^ إذ يقول أمثلهم طريقة ) تقول العرب : فلان أمثل قومه أي : أعدل قومه ، ومعنى الآية ها هنا : أعقلهم وخيرهم طريقة في نفسه . .
وقوله : ( ^ إن لبثتم إلا يوما ) أي : ما لبثتم إلا يوما . .
قوله تعالى : ( ^ ويسألونك عن الجبال ) قال الحسن البصري : سأل المشركون رسول الله ما يفعل الله بهذه الجبال يوم القيامة ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية . .
وقوله : ( ^ فقل ينسفها ربي نسفا ) النسف هو القلع من الأصل ، ومعنى النسف في الآية : هو تسيير الجبال أو جعلها هباء جعلها رملا سائلا . .
وقوله : ( ^ فيذرها قاعا صفصفا ) أي : يذر أماكن الجبال قاعا صفصفا ، والقاع هو المكان الواسع المستوي ، والصفصف هو الأملس الذي لا نبات فيه . .
وقوله : ( ^ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ) أي : حدبا ونبكا ، ومعناه : انخفاضا وارتفاعا . .
قوله تعالى : ( ^ يومئذ يتبعون الداعي ) قال أهل التفسير : الداعي ها هنا هو إسرافيل يضع الصور في فيه ، ويقول : أيتها العظام البالية ، والجلود المتمزقة ، واللحوم المتفرقة ، هلموا إلى عرض الرحمن ، أو لفظ هذا معناه . .
وقوله : ( ^ لا عوج له ) أي : لا يزيغون يمينا ولا شمالا ، وقيل : لا يمكنهم ألا يتبعوه . .
وقوله : ( ^ وخشعت الأصوات للرحمن ) أي : سكنت وخضعت ، وقال قتادة :