@ 270 @ ( ^ وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ( 80 ) ) * * * * هو المقام المحمود . .
وعن بعضهم أن المقام المحمود : هو لواء الحمد الذي يعطى النبي وقد ثبت عن النبي ، أنه قال : ' شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ' . وقال : ' إن لكل نبي دعوة مستجابة ، وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ' . وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ' لا أزال أشفع حتى يسلم إلي صكاك بأسماء قوم وجبت لهم النار ، وحتى يقول مالك خازن النار : ما تركت للنار في أمتك من نقمة ' . والأخبار في الشفاعة كثيرة ، وأول من أنكرها عمرو بن عبيد ، وهو ضال مبتدع بإجماع أهل السنة . .
قوله تعالى : ( ^ وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) فيه أقوال : أحدها : أدخلني المدينة مدخل صدق ، وأخرج من مكة مخرج صدق ، وذكر الصدق لمدح الإخراج ، كقوله : ( ^ وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق ) فالصدق لمدح القدم ، وكذلك قوله : ( ^ في مقعد صدق ) لمدح المقعد . وإنما مدح لما يؤول إليه الخروج والدخول من النصر والعز ودولة الدين . .
والقول الثاني : أخرجني من مكة ، وأدخلني مكة ، قاله الضحاك . والقول الثالث : أدخلني في الدين ، وأخرجني من الدنيا ، والقول الرابع : أدخلني في الرسالة ، وأخرجني من الدنيا ، وقد قمت بما وجب على من حقها . والقول الخامس : أخرجني يعني من المناهي وأدخلني يعني في الأوامر . .
والمشهور هو القولان الأولان . والمخرج بمعنى الإخراج ، والمدخل بمعنى الإدخال .