@ 269 @ ( ^ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ( 79 ) ) * * * * تخصيص النبي بذلك ؟ قلنا : لأنه هي تكفير الذنوب لغيره وزيادة له ، لأن ذنوبه مغفورة ، وقيل : نافلة لك أي : فريضة عليك ، وقد كان عليه القيام بالليل فريضة ، وقيل : نافلة لك أي : فضيلة لك ، وخص بالذكر ، ليكون له السبق في هذه الفضيلة ؛ وليقتدي الناس به فيها . .
وقوله : ( ^ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) أجمع المفسرون أن هذا مقام الشفاعة ، وقد ثبت هذا عن النبي . وفي رواية أبي هريرة أن النبي قرأ قوله : ( ^ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال : ' هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي ' وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال : ' أنا سيد الأنبياء إذا بعثوا ، وأنا وافدهم إذا تكلموا ، وأنا مبشرهم إذا أبلسوا ، وأنا إمامهم إذا سجدوا ؛ أقول فليسمع ، وأشفع فأشفع ، وأسأل فأعطي ' . .
وعن مجاهد أنه قال : يجلسه على العرش ، وعن غيره : يقعده على الكرسي بين يديه ، وقال بعضهم : يقيمه عن يمين العرش . .
وعن حذيفة أنه قال : يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وهم حفاة عراة قيام ، لا يسمع منهم حس ، فيقول الله تعالى : يا محمد ، فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك ، والمهتدى من هديت ، تباركت وتعاليت ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، وأنا عبدك بين يديك . قال : فهذا