@ 195 @ ( ^ ( 87 ) الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ( 88 ) ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ( 89 ) إن ) * * * * تعالى . وقوله : ( ^ وضل عنهم ما كانوا يفترون ) أي : بطل عنهم ما كانوا يكذبون ، وحقيقة المعنى : أنه فات عنهم ما زعموه ؛ فإنه كان فرية وكذبا . .
قوله تعالى : ( ^ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) يعني : منعوا الناس من طريق الحق . وقوله : ( ^ زدناهم عذابا فوق العذاب ) روى مسروق عن عبد الله بن مسعود أنه قال : عقارب كالبغال ، وفي رواية أخرى عنه : أفاعي كالفيلة ، وعقارب كالنخيل الطوال ، وعن أبي الزاهرية قال : [ ما ] من عذاب يعرفه الناس ، أو لا يعرفونه إلا ويعذب الله به أهل النار . وروي أنهم يهربون من النار ، فيخرجون إلى زمهرير في جهنم ، هو أشد عليهم من النار ؛ فيعودون إلى النار مستغيثين بها ، وقوله : ( ^ بما كانوا يفسدون ) أي : [ يشركون ] . .
وقوله تعالى : ( ^ ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ) قد بينا المعنى . .
وقوله : ( ^ ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) أي : بيانا للثواب والعقاب ، والحلال والحرام . وعن الأوزاعي قال : تبيانا بالسنة . .
وقوله : ( ^ وهدى ) أي : من الضلالة . وقوله : ( ^ ورحمة ) أي : عطفا على من أنزل عليهم . وقوله : ( ^ وبشرى ) أي : بشارة ( ^ للمسلمين ) . .
قوله تعالى : ( ^ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) في الآية أقوال : أحدها : أن العدل هو شهادة أن لا إله إلا الله ، وهذا مروي عن ابن عباس وغيره ، وقيل : إنه التوحيد ، وهو في معنى الأول .