@ 196 @ ( ^ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) * * * * .
والقول الثاني : أنه الإنصاف وترك [ الجور [ ، وعن محمد بن كعب القرظي أنه دعاه عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة ، فقال له : صف لي العدل ، فقال : كن للصغير أبا ، وللكبير ابنا ، ولمثلك أخا ، وعاقب الناس على قدر ذنوبهم ، وإياك أن تضرب أحدا ( بغضبك ) والقول الثالث : وهو أن العدل هو أن تستوي سريرة المرء وعلانيته . .
وقوله تعالى : ( ^ والإحسان ) أن تكون سريرة المرء أفضل من علانيته عند الله ، وقوله : ( ^ والإحسان ) فيه أقوال : .
أحدها : أن الإحسان هو العفو ، والآخر : هو أداء الفرائض والثالث : ( أنه ) أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والرابع : أنه التفضل ، وقيل : الإحسان أن تكون سريرة المرء أفضل من علانيته . .
وقوله : ( ^ وإيتاء ذي القربى ) أي : صلة ذوي الأرحام ، وقيل : إنه يدخل في هذا جميع بني آدم ؛ لأن بينه وبين الكل وصلة بآدم - صلوات الله عليه - وأدنى ما يقع في الصلة ترك الأذى ، وأن يحب له ما يحبه لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه . .
وقوله : ( ^ وينهى عن الفحشاء ) الفحشاء : كل ما استقبح من الذنوب ، وقيل : إنه الزنا ، وقيل : إنه البخل ، وقيل الفحشاء : أن تكون علانية المرء أفظع من سريرته . .
وقوله : ( ^ والمنكر ) يعني : كل ما يكون منكرا في الدين ، وقيل : إنه الشرك ، فإنه أعظم المناكير . .
وقوله : ( ^ والبغي ) يقال : إنه الظلم والاستطالة على الناس ، وقيل : إنه الكبر ، وقيل : إنه الغيبة ، وعن قتادة قال : جمع الله تعالى كل ما يحب ، وكل ما يكره في هذه الآية .