@ 64 @ ( ^ قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ( 95 ) فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ( 96 ) قالوا يا أبانا استغفر ) * * * * .
( يا صاحبي دعا الملامة واقصرا % طال الهوى وأطلتما التفنيدا ) .
قوله تعالى : ( ^ قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) هذا قول بني بنيه ، فإن بنيه كانوا بمصر ، ومعناه : تالله إنك لفي خطئك القديم ، والخطأ : هو الذهاب عن طريق الصواب ؛ فإنه كان عندهم أن يوسف قد مات ، وكانوا يرون يعقوب قد لهج بذكره فإنه كان يخرج من بيته فيلقاه الرجل ومعه شيء يحمله فيقول : ضعه واسمع مني حديثي ، وكان يلقاه الخادم والجارية فيقول معه مثل هذا القول ؛ وكانوا يظنون به خرفا وخطأ عظيما ، فهذا معني قولهم : إنك لفي ضلالك القديم ، وقيل : إنك لفي [ شقائك ] القديم ، والشقاء هاهنا بمعنى التعب ، وقيل : في غفلتك القديمة ، وقيل : في محبتك القديمة ؛ قال الحسن البصري : فكان هذا عقوقا ( عظيما ) منهم . .
قوله تعالى : ( ^ فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه ) ومعناه : ألقى القميص على وجهه . وقوله : ( ^ فارتد بصيرا ) أي : عاد بصيرا ورجع بصيرا ، فروي أنه عادت قوته في الحال ، وذهبت [ الغشاوة ] وزال البياض الذي كان بعينه ، وفتح عينيه كأحسن ما يكون ، و ( ^ قال ) لبنيه وبني بنيه : ( ^ ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ) وهذا دليل على أنه قد كان قال لهم : إن يوسف حي ، وإني أرجو رؤيته . ( وقيل ) : ( ^ إني أعلم من الله ما لا تعلمون ) يعني : من تحقيق رؤيا يوسف ما لا تعلمون ، وفي بعض الأخبار أنه قال للبشير : ليس عندي شيء أعطيك ولكن هون الله عليك سكرات الموت . وروي أنه لما جاءه خبر يوسف قال للبشير : على أي دين تركت يوسف ؟ قال : على دين الإسلام ، قال : الآن تمت النعمة . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ) هذا دليل على أنهم عملوا ما عملوا وكانوا بالغين .