@ 63 @ ( ^ أجمعين ( 93 ) ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) * * * * ذهبت بالقميص ملطخا بالدم إليه ، فأعطاه وخرج حافيا [ حاسرا ] يعدو ومعه سبعة أرغفة فلم يستوفها حتى بلغ كنعان ، وقيل : إنه بعث على يد غيره ، [ وقال ] : ( ^ فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ) قال الفراء : يرجع بصيرا ، وقال غيره : يعد بصيرا ؛ قال الحسن : لم يعلم أنه يعود بصيرا إلا بعد أن أعلمه الله ذلك . .
وقوله : ( ^ وأتوني بأهلكم أجمعين ) أي : جيئوني بأهلكم أجمعين . .
قوله تعالى : ( ^ ولما فصلت العير ) يعني : انفصلت من مصر وخرجت . قوله : ( ^ قال أبوهم إني لأجد ) في القصة : أن ريح الصبا استأذنت من ربها أن تأتي بريح يوسف إلى يعقوب - عليهما السلام - فهي التي جاءت بريح يوسف ، والصبا : ريح تأتي من قبل المشرق إذا هبت على الأبدان لينتها ونعمتها وطيبتها ، وهيجت الأشواق إلى الأحباب والحنين إلى الأوطان ، قال الشاعر : .
( أيا جبلي نعمان بالله خليا % سبيل الصبا يخلص إلى نسيمها ) .
( فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت % على قلب محزون تجلت همومها ) .
وقد ثبت عن النبي أنه قال : ' نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور ' وروي أن القميص لما نشر هاجت منه ريح الجنة [ فشمها ] يعقوب - عليه السلام - فعلم أنها جاءت من قبل قميص يوسف ؛ لأنه لم يكن في الأرض شيء من الجنة سواه . .
وقوله : ( ^ لولا أن تفندون ) معناه : لولا أن تضعفوا رأي ، وقيل : لولا أن تسفهوني ، وقيل : لولا أن تنسبوني إلى الخوف والجهل . .
قال الشاعر :