@ 62 @ ( ^ من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ( 90 ) قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ( 91 ) قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ( 92 ) اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم ) * * * * .
حكى الضحاك أن في قراءة ابن مسعود : ' وهذا أخي بيني وبينه قربى ' . وقوله : ( ^ قد من الله علينا ) أي : أنعم الله علينا ( ^ إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) معناه : من يتق عن المعاصي ويصبر على الطاعات والمصائب . وعن إبراهيم النخعي قال : من يتق الزنا ويصبر على العزوبة . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا تالله لقد آثرك الله علينا ) يعني : فضلك الله علينا ( ^ وإن كنا لخاطئين ) وما كنا إلا خاطئين ، وقيل : وقد كنا خاطئين ، والفرق بين خطأ وأخطأ أن خطأ : خطأ إذا تعمد ، وأخطأ : خطأ إذا كان غير متعمد . .
قوله تعالى : ( ^ قال لا تثريب عليكم اليوم ) التثريب هو التعيير ذكره ثعلب وغيره ، وقيل : لا تثريب عليكم اليوم أي : لا عقوبة عليكم اليوم بعد اعترافكم بالذنب ، قال الشاعر : .
( فعفوت عنكم عفو غير مثرب % وتركتكم لعقاب يوم سرمد ) .
وقوله : ( ^ اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ اذهبوا بقميصي هذا ) روي أن الله تعالى لما جعل النار على إبراهيم بردا وسلاما أنزل عليه قميصا من حرير الجنة فأعطاه إبراهيم إسحاق ، وأعطاه إسحاق يعقوب فجعله يعقوب في ( قصبة ) وشد رأسها وعلقها في عنق يوسف - عليه السلام - وكان يكون في عنقه ، فلما كان هذا الوقت بعث الله جبريل - عليه السلام - أن افتح القصبة : وابعث إليه بالقميص فإنه لا يمسه مبتلى إلا عوفي ، ولا سقيم إلا صح وبرأ ، فبعث بذلك القميص إلى يعقوب ، فهذا معنى قوله تعالى : ( ^ اذهبوا بقميصي هذا ) وفي القصة أن يهوذا قال : أنا أذهب بالقميص إليه فإني