@ 61 @ ( ^ وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين ( 88 ) قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ( 89 ) قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه ) * * * * .
وقال ( كعب : كانت عشرة دنانير . وقيل : كان متاع الأعراب من الصوف والأقط وغيره . وقوله : ( ^ فأوف لنا الكيل ) معناه : أتم كما كنت تتم كل مرة . وقوله : ( ^ وتصدق علينا ) أي : بما بين النافق والكاسد . وقيل : تصدق علينا بالتجوز . قال الشاعر : .
( تصدق علينا يا ابن عفان واحتسب % وأمر علينا الأشعري لياليا ) .
يعنون : أبا موسى الأشعري ، وقيل : وتصدق علينا بإطلاق أخينا ، وعن مجاهد قال : يكره أن يقول الرجل : اللهم تصدق علي ؛ لأن الصدقة إنما تكون ممن يبتغي الثواب . فإن قال قائل : كيف قالوا : وتصدق علينا ، والصدقة لا تحل للأنبياء ؟ الجواب : أن سفيان ابن عيينة قال : قد كانت حلالا لهم ، ولأنا بينا أن المراد منه التجوز والمحاباة ، وهذا جائز بالاتفاق . وقوله : ( ^ إن الله يجزي المتصدقين ) لم يقولوا : يجزيك ؛ لأنهم لم يثقوا بإيمانه ، فقالوا : إن الله يجزي المتصدقين على الإطلاق لهذا . .
قوله تعالى : ( ^ قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه ) روي أنهم [ لما ] قالوا هذا وسمعه يوسف أدركته الرقة ، فقال لهم هذا القول : هل [ علمتم ] ما فعلتم أي : ما صنعتم بيوسف وأخيه ، والذي فعلوا بأخيه هو التفريق بينهما ولم يذكر ما فعلوا بيعقوب دفعا لحشمته وتعظيما له . وقوله : ( ^ إذ أنتم جاهلون ) معناه : إذ أنتم آثمون عاصون ، وعن ابن عباس قال : إذ أنتم صبيان ، وعن الحسن قال : إذ أنتم شبان ومعكم جهل الشبان ، وفي القصة : أنه لما قال هذا القول تبسم فرأوا ثناياه منظوما كاللؤلؤ فعرفوه وقالوا : ( ^ أئنك لأنت يوسف ) وقال بعضهم : قالوا هذا على التوهم ولم يكونوا تيقنوا بعد حتى قال لهم : أنا يوسف . وقوله : ( ^ أنا يوسف وهذا أخي )