@ 60 @ ( ^ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ( 87 ) فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا ) * * * * يوسف حين حبس بنيامين : بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله إلى ملك مصر أما بعد : فإنا أهل بيت ( وكل ) بنا البلاء ، أما جدي إبراهيم فشدت يداه ورجلاه وألقي في النار فجعلهما الله عليه بردا وسلاما ؛ وأما أبي إسحاق فشدت يداه ورجلاه ووضع السكين على حلقه ففداه الله بكبش ، وأما أنا فابتليت بفراق أحب أولادي إلي وكنت أتسلى بأخيه من أمه وقد حبسته وزعمت أنه سرق ، والله ما أنا بسارق ولم ألد سارقا فإن رددته إلي وإلا دعوت عليك دعوة تدرك السابع من ولدك . فلما بلغ ( إليه الكتاب ) بكى بكاء شديدا وأظهر نفسه على ما يرد . .
قوله تعالى : ( ^ يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف ) التحسس : طلب الشيء بالحاسة ، ومعناه : اطلبوا وابحثوا عن خبر يوسف وأخيه . .
وقوله : ( ^ ولا تيأسوا من روح الله ) في الشاذ قرىء : ' من روح الله ' ( وعن أبي بن كعب أنه قرأ : ' من رحمة الله ' والروح مأخوذ من الريح ، وهو في الحقيقة ما يستراح به . وقيل : من روح الله ) أي : من فرج الله ، قاله أبو عمرو بن العلاء ، وقيل : من رحمة الله ، وقيل : من فضل الله . .
وقوله : ( ^ إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ( فلما دخلوا عليه ) قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر ) يعني : الجوع والحاجة . وقوله : ( ^ وجئنا ببضاعة مزجاة ) قال ابن عباس : كانت دراهمهم زيوفا في هذه الكرة ، ولم تك تنفق في الطعام فهذا معنى المزجاة ، وعن مجاهد وقتادة : مزجاة : قليلة يسيرة ، وقال مقاتل : كانت بضاعتهم حبة الخضراء ، وعن الكلبي قال : كانت بضاعتهم الحبال وخلق الغرائر ، وقيل : كانت سويق المقل .