- روى أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه مرفوعا : [ [ نضر الله امرأ ] ] . وفي رواية ابن حبان : [ [ رحم الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ] ] .
ومعنى نضر الله : الدعاء بالنضارة وهي النعمة والبهجة والحسن تقديره جمله الله وزينه بالأخلاق الحسنة والأعمال المرضية وقيل غير ذلك .
وفي رواية للطبراني مرفوعا : [ [ فربما حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ] ] .
وفي رواية له أيضا مرفوعا : [ [ اللهم ارحم خلفائي قالوا يا رسول الله وما خلفاؤك ؟ قال الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي ويعلمونها للناس ] ] .
قال الحافظ عبدالعظيم C : وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به لحديث مسلم مرفوعا : [ [ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به ] ] . الحديث .
قال : وأما ناسخ غير العلم النافع مما يوجب الإثم عليه فعليه وزره ووزر من قرأه أو نسخه أو عمل به من بعده ما بقي خطه والعمل به كما يشهد له الحديث : [ [ ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ] ] .
وذلك كعلوم السحر والبراهمة وعلم جابر المبدل ونحوها مما يضر صاحبه في الدنيا والآخرة .
وروى الطبراني وغيره مرفوعا : [ [ من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب ] ] . والله أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نسمع الناس الحديث ألا كل قليل ونبلغه إلى البلاد التي ليس فيها أحاديث وذلك بكتبنا كتب الحديث وإرسالها إلى بلاد الإسلام .
وقد كتبت بحمد الله كتابا جامعا لأدلة المذاهب وأرسلته مع بعض طلبة العلم إلى بلاد التكرور حين أخبروني أن كتب الحديث لا تكاد توجد عندهم إنما عندهم بعض كتب المالكية لا غير وأرسلت نسخة أخرى إلى بلاد المغرب كل ذلك محبة في رسول الله A وعملا على مرضاته A .
وكان سفيان الثوري وابن عيينة وعبدالله بن سنان يقولون : لو كان أحدنا قاضيا لضربنا بالجريد فقيها لا يتعلم الحديث ومحدثا لا يتعلم الفقه .
وفي كتابة الحديث وإسماعه للناس فوائد عظيمة منها عدم اندراس أدلة الشريعة فإن الناس لو جهلوا الأدلة جملة والعياذ بالله تعالى لربما عجزوا عن نصرة شريعتهم عند خصمهم وقولهم : إنا وجدنا آباءنا على ذلك . لا يكفي وماذا يضر الفقيه أن يكون محدثا يعرف أدلة كل باب من أبواب الفقه .
ومنها تجديد الصلاة والتسليم على رسول الله A في كل حديث وكذلك تجديد الترضي والترحم على الصحابة والتابعين من الرواة إلى وقتنا هذا .
ومنها وهو أعظمها فائدة الفوز بدعائه A لمن بلغ كلامه إلى أمته في قوله : [ [ نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ] ] .
ودعاؤه A مقبول بلا شك إلا ما استثنى كعدم إجابته A في أن الله تعالى لا يجعل بأس أمته فيما بينهم كما ورد .
وقوله أداها كما سمعها يفهم أن ذلك الدعاء إنما هو خاص بمن أدى كلامه A كما سمعه حرفا بحرف بخلاف من يؤديه بالمعنى فربما لا يصيبه من ذلك الدعاء شيء ومن هنا كره بعضهم نقل الحديث بالمعنى وبعضهم حرمه . { والله غفور رحيم }