- روى مسلم وغيره مرفوعا : [ [ اتقوا اللعانين قالوا وما اللعانان يا رسول الله ؟ قال الذي يتخلى في طريق الناس وفي ظلهم ] ] . قال الحافظ المنذري C : وإنما نهى عن التخلي في طريق الناس وظلهم لأنه يؤذي المار والجالس قالوا وليس كل ظل ينهى عن قضاء الحاجة فيه لأنه A قضى حاجته تحت خائش [ حائط ؟ ؟ ] نخل وهو لا يخلو عن ظل . وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : أعلم أن اللعن الوارد في السنة يختلف باختلاف الأثر المترتب عليه خفة وثقلا وقبحا فلكل فعل قبيح لعن يناسبه وإلا فأين لعن من فعل فعل قوم لوط ممن بال في طريق الناس وكذلك القول في مقت الله D يتفاوت بتفاوت ذلك الفعل فللكفار لعن ولمرتكب الكبيرة لعن ولمرتكب الصغيرة لعن ولمرتكب المكروه لعن فليتأمل ويحرر . وروى الطبراني مرفوعا بإسناد حسن : [ [ من آذى المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم ] ] . وروى مسلم وغيره : أن رسول الله A نهى أن يبال في الماء الجاري . وروى الطبراني وغيره مرفوعا : [ [ لا يبولن أحدكم في مغتسله ] ] . وفي رواية للإمام أحمد وغيره : نهى رسول الله A أن يبول الرجل في مستحمه وقال : إن عامة الوسواس منه . وروى الإمام أحمد وغيره : نهى رسول الله A أن يبال في الحجر . قالوا لقتادة وما يكره في ذلك ؟ فقال : كان يقال إنها مسكن الجن . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن لا نفعل شيئا قط يؤذي المسلمين إلا بطريقة الشرع كإقامة الحدود والتعزيرات والتأديبات وذلك كأن يتغوط أحدنا على ملاقي الأخلية التي يدخلها الناس أو يبول في مكان جلوس الناس في الظل أو الشمس أو مكان جلوسهم في الحمام وغير ذلك من سائر الرذائل خوفا أن يتبع على ذلك فينبغي لقاضي الحاجة أن يحرر نزول الغائط في طاقة الخلاء ويبول في خلاء الحمام أو في بالوعته وكما ينبغي له أن يخفي عن الناس رؤيته حال قضاء الحاجة فكذلك ينبغي له أن يخفي ما خرج من بوله وغائطه ولا يطلع أحدا عليه . قال سيدي علي الخواص : وينبغي قياس الأذى المعنوي على هذا الأذى المحسوس وذلك كأن يدخل على أحد من العوام وغيرهم الشبه بأن يذكر لهم العقائد الزائغة والأقوال التي يردها ظاهر الشريعة كمسألة زل فيها عالم تتعلق بالنكاح أو بأكل شبهة ونحو ذلك فربما تسارعت نفس العامي إلى التدين بها فيهلك مع الهالكين وصار إثم ذلك في عنق ذلك العالم . ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يلقيه في درجات الشفقة على المسلمين وأديانهم وأبدانهم وثيابهم حتى يكون أشفق على المسلمين من أنفسهم وراثة محمدية ومن طلب الوصول إلى العمل بهذا العهد بغير شيخ فقد أتى البيوت من غير أبوابها وقد من الله تعالى علي بهذه الشفقة فأنا بحمد الله أشفق على دين الإنسان وبدنه من نفسه . وإيضاح ذلك أنني أحزن على فوات الخير للمسلمين أكثر من حزنهم إذا فاتهم وأشفق على أبدانهم من دخول النار إذا أكلوا الحرام أكثر مما يشفقون هم عليها وأطلب لهم احتمال الأذى من جميع الأنام وعدم مقابلة الناس بالأذى وهم لا يرضون بذلك بل ينتصرون لأنفسهم ويحرمون نفوسهم ثواب الله تعالى وهكذا فقس عليه والله يتولى هداك