- روى مالك والشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي عن عثمان بن أبي العاص : أنه شكا إلى رسول الله A وجعا يجده في جسده منذ أسلم ؟ فقال رسول الله A : [ [ ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاث مرات أو سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ] ] . وفي رواية لمالك : [ [ أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ] ] قال عثمان : ففعلت ذلك فاذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم . وفي رواية لأبي داود والترمذي عن عثمان قال : أتاني رسول الله A وبي وجع قد كاد يهلكني فقال رسول الله A [ [ امسح بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ] ] . وروى أبو داود مرفوعا : [ [ من شكا منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ ] ] . وروى الترمذي مرفوعا : [ [ إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ؟ ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نتداوى بذكر اسم الله D على موضع المرض والوجع ولا ندعو طبيبا إلا إذا لم يزل المرض بذكر اسم الله تعالى والعلة في عدم زوال المرض بذكر اسم الله ضعف عقيدة المسمى لله D فلو قوى يقينه لأهتز الجبل العظيم عند ذكره اسم الله تعالى كما وقع للفضيل بن عياض وسفيان الثوري حين طلعا جبل ثور . وقال الفضيل : إن من طاعة الله لعبده إذا أطاعة أن لو قال لهذا الجبل تحرك لتحرك الجبل فتحرك الجبل فقال له الفضيل اسكن لم أرد تحريكك إنما ضربتك مثلا .
وكان شيخي الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري بمصر المحروسة إذا أقسم على شيء أن يتحرك تحرك . ورأيته مرة قال للوح كان بعيدا عنه نحو ثلاثة أذرع أقسمت عليك بالله أن لا جئت فزحف اللوح وأنا أنظره حتى جاء إلى الشيخ .
فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به حضرات التعظيم لله D لتنفعل الأشياء له بذكر اسم الله تعالى فإن الله D يعامل العبد بقدر ما عنده من تعظيمه .
وقد قال رجل لذي النون المصري يا سيدي علمني اسم الله العظيم فقال له موبخا أرني اسمه الأصغر حتى أعلمك الأكبر ثم قال للسائل : اعلم يا أخي أن أسماء الله كلها عظيمة فاصدق واطلب بها ما شئت يحصل .
وقد كان شخص من أولياء الله تعالى يبصق على اليد المقطوعة فيلصقها فلصق يد إنسان فقال بالله عليك تعلمني ذلك فقال أقول بسم الله فقال ليس هذا هو فوقعت يده .
وقد كان معروف الكرخي يقول لأصحابه : إذا كان لكم إلى الله حاجة فأقسموا عليه به ولا تقسموا عليه به تعالى فقيل له في ذلك فقال هؤلاء لا يعرفون الله تعالى فلا يجيبهم ولو أنهم عرفوه لأجابهم .
وكذلك وقع لسيدي محمد الحنفي الشاذلي C أنه كان يعدي من مصر إلى الروضة ماشيا على الماء هو وجماعته فكان يقول لهم قولوا ياحنفي وامشوا خلفي وإياكم أن تقولوا يا الله تغرقوا فخالف شخص منهم وقال يا الله فزلقت رجله فنزل إلى لحيته في الماء فالتفت إليه الشيخ وقال : يا ولدي إنك لا تعرف الله حتى تمشي باسمه تعالى على الماء فاصبر معي حتى أعرفك بعظمة الله تعالى ثم أسقط الوسائط .
واعلم يا أخي أن هذا الأمر لا يكون بالتفعل وإنما هو امر يلقيه الله تعالى في قلب عبده المؤمن فيملؤه تعظيما .
فاسلك يا أخي على يد شيخ حتى تعرف عظمة الله ثم بعد ذلك ارق نفسك وغيرك باسمه تعالى وإلا فلا يزول المرض برقياك بأسماء الله تعالى من حيث نسبة الأمر إليك وإلا فقد يكون الإنسان مجاب الدعوة ويكون في مدة المرض بقية فلا يجاب فما أثرت الرقي وعجلت الشفاء إلا في حق من انتهت مدة مرضه فافهم كما أن العقاقير كذلك ما أثرت في عبد حصول الشفاء إلا إذا انتهت مدة المرض ولذلك يستعمل تلك العقاقير أو الرقى شخص فلا يحصل له بها شفاء وذلك لكون مدة المرض ما انتهت ثم يجيء إنسان انتهت مدة مرضه فيستعملها فيبرأ فيقول ما رأيت أسرع في شفاء المرض الفلاني من استعمال الشيء الفلاني وإنما السر فيه ما ذكرنا من انتهاء مدة المرض فكانت الرقى والعقاقير مخففة للمرض لا غير إما بالخاصية وإما بغير ذلك .
وكان سيدي الشيخ عبدالقادر الدشطوطي C يقول : لا تطلبوا التداوي بالحكيم إلا بعد أن لا يحصل لكم الشفاء بالرقية وتعدمون الصبر وهناك تحتاجون للطبيب ضرورة لكن بشرط أن يكون من المسلمين لأن للحكيم مدخلا في الشفاء بتوجهه إلى الله تعالى في شفاء من يداويه ولا هكذا اليهود والنصاري فإنه عدو لله تعالى ولا يصلح أن يكون شافعا لنا عنده تعالى .
وهذا الأمر قد كثر في الناس حتى العلماء والصالحين فصاروا يستعملون اليهود في التداوي مع أنهم يقولون لا يجوز لمسلم التيمم بقول حكيم كافر له لا تستعمل الماء يزد مرضك ولو أنه تيمم بقوله فصلاته باطلة ولم يزالوا يقررون في دروسهم للعلم أنه لا يجوز لمسلم العمل بقول كافر فكيف يليق بعاقل أن يجعل واسطته في الشفاء بينه وبين الله تعالى شخصا قد غضب الله عليه إما عاجلا وإما آجلا بالنظر للخاتمة ؟ ؟ فإياك يا أخي والتداوي باليهود فإنه نقض للعهود . { فإن الله يهدي من يشاء ومن يهدي من يشاء } .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : في التداوي بالمشركين دسيسة في الدين ولا يتنبه لها المريض وهي أنه إذا حصل له الشفاء بما وصفه له موافقة قدر يصير يميل إليه بالمحبة أمرا قهريا ويشكر فضله كلما رآه ويريد أن يعاديه كما أمره الله فلا يقدر قال : وتأمل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } . تجده تعالى ما أخبر أنه عدونا إلا لعلمه تعالى بأننا لا نعاديهم بمعاداته تعالى وحده لنقص ديننا وإيماننا فقال وعدوكم حتى لا يبقى لنا عذر في محبتهم . وهو كلام نفيس