- روى ابن ماجه والترمذي وأبو داود مرفوعا : [ [ ائتمروا بينكم بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله ] ] . زاد في رواية أبي داود : [ [ قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم ؟ قال بل أجر خمسين منكم ] ] .
وروى مسلم والترمذي وابن ماجه مرفوعا : [ [ العبادة في الهرج كهجرة إلي ] ] . قال الحافظ : والهرج هو الاختلاف والفتن وقد فسر في بعض الأحاديث بالقتل لأن الفتن والاختلاف من أسبابه فأقيم المسبب مقام السبب . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نرغب إخواننا في العمل الصالح عند فساد الزمان من غير اعتماد عليه دون فضل الله تعالى ونأمرهم برؤية المنة لله عليهم الذي أهلهم لتلك العبادة ولم يطردهم عن حضرته كما طرد غيرهم ونأمرهم بالرضا عن الله تعالى بالعمل القليل مثل ما يرضون عنه إذا قسم لهم رزقا قليلا بالنسبة للأغنياء والأمراء وأن يقولوا الحمد لله الذي غلط الزمان في حقنا حتى أوقعنا له فيه عبادة في غير أوانها وذلك لكثرة تشعب الخواطر والهموم بوزن المغارم والمظالم مع قلة المكاسب وكثرة العيال وقلة البركة في الرزق كما يعرف ذلك من ألزم بما لم يلزمه وليس عند الفقراء المنقطعين في الزوايا علم ولا خبر من ذلك ولذلك أقام الله تعالى عليهم الميزان ولم يكتف منهم بالأعمال اليسيرة لعدم الشواغل وعدم الحرفة فلا ينبغي لأحد منهم أن يستكثر عملا أصلا . ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به حتى يدخله حضرات القرب ويرى هناك من اعتمد على غير الله والغير يتبرأ منه ويتخلى عنه وهناك يعتمد على الله ضرورة دون العمل وعملك غير بلا شك . فاسلك يا أخي على يد شيخ إن أردت العمل بهذا العهد والخلاص من كل سوء والله يتولى هداك