- روى البخاري وغيره واللفظ له مرفوعا : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة . وفي رواية مسلم : [ [ عند كل صلاة ] ] .
ورواية النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه : لأمرتهم بالسواك مع الوضوء عند كل صلاة .
وفي رواية الإمام أحمد بإسناد جيد والبزار والطبراني : لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كلما يتوضؤون .
وفي رواية لأبي يعلي وغيره : لفرضت عليكم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليكم الوضوء .
وروى أبو يعلي عن عائشة قالت : ما زال النبي A يذكر السواك حتى خشيت أن ينزل فيه قرآن .
وروى النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه وغيرهم مرفوعا : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب . وزاد الطبراني : ومجلاة للبصر .
وروى الترمذي مرفوعا وقال حسن غريب : أربع من سنن المرسلين : الحناء والتعطر والسواك والنكاح .
وروى مسلم عن عائشة قالت : أول ما كان رسول الله A يبتدئ به إذا دخل بيته السواك .
وروى الطبراني ما كان رسول الله A يخرج من بيته لشيء من الصلوات حتى يستاك .
وروى ابن ماجه والنسائي ورواته ثقات عن ابن عباس قال : كان رسول الله A يصلي بالليل ركعتين ثم ينصرف فيستاك .
وروى أبو يعلي مرفوعا : لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي فيه قرآن أو وحي .
وفي رواية للإمام أحمد وغيره : حتى خشيت أن يكتب علي . وفي رواية للطبراني : ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي . وفي رواية له : حتى خشيت أن يدردرني . أي يسقط أسناني .
وروى البزار بإسناد جيد : إن العبد إذا استاك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن . قال الحافظ المنذري والأشبه أن هذا موقوف .
وروى أبو نعيم مرفوعا بإسناد جيد كما قاله المنذري : لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك .
وفي رواية أخرى بإسناد حسن : ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك .
والأحاديث في ذلك كثيرة جدا . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نواظب على السواك عند كل وضوء . وعند كل صلاة وإن كان يقع منا كثيرا ربطناه في خيط في عنقنا أو عمامتنا إن كانت على عرقية من غير قلنسوة فإن كانت على قلنسوة وشددنا عليها العمامة رشقناه في العمامة من جهة الأذن اليسرى وهذا العهد قد أخل به غالب العوام من التجار والولاة وحاشيتهم فتصير روائح أفواههم منتنة قذرة وفي ذلك إخلال بتعظيم الله وملائكته وصالح المؤمنين . فضلا عن غير الملائكة والصالحين وما رأيت أكثر مواظبة ولا حرصا على السواك من سيدي محمد بن عنان وسيدي شهاب الدين بن داود والشيخ يوسف الحريثي رحمهم الله وكل ذلك من قوة الإيمان وتعظيم أوامر الله D وأوامر رسوله A لا سيما وقد أكد A في ذلك ولم يكتف بمجرد الأمر به مرة واحدة فلازم يا أخي على السنة المحمدية لتجني ثمرة ثوابها في الآخرة فإن لكل سنة سنها رسول الله A درجة في الجنة لا تنال إلا بفعل تلك السنة ومن قال من المتهورين هذه سنة يجوز لنا تركها يقال له يوم القيامة وهذه درجة يجوز حرمانك منها صرح بذلك الإمام أبو القاسم بن قسي في كتابة المسمى بخلع النعلين .
وقد بلغنا عن الشبلي C أنه احتاج إلى سواك وقت الوضوء فلم يجده فبذل فيه نحو دينار حتى تسوك به ولم يتركه في وضوء فاستكثر بعض الناس بذل ذلك المال في سواك فقال إن الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة فماذا يكون جوابي إذا قال لي لم تركت سنة نبيي ولم تبذل في تحصيلها ما خصك الله به من جناح البعوضة فأعجزه ومضى وأظنك يا أخي لو طلب منك صاحب السواك نصفا واحدا حتى يعطيه لك لتركت السواك وقدمت النصف وأنت مع ذلك تزعم أنك من أولياء الله تعالى ومن المقربين عند رسول الله A والله إنها دعوى لا برهان عليها .
وسيأتي ما يستفاد منه في الأحاديث أن قليل العمل مع الأدب خير من كثير العمل من غير أدب .
وقد كان سيدي إبراهيم الدسوقي Bه يقول لقراء القرآن : إياكم والغيبة والتكلم بالكلام الفاحش ثم تتلون القرآن فإن حكم ذلك حكم من مس بألفاظ القرآن القذر ولا شك في كفره وهذا أمر قد عم غالب قراء القرآن فلا يكاد يسلم منه إلا القليل حتى قال الفضيل بن عياض وسفيان الثوري قد صار القراء يتفكهون في هذا الزمان بالغيبة وتنقيص بعضهم بعضا خوفا أن يعلو شأن أقرانهم عليهم ويشتهرون بالعلم والزهد والورع دونهم وبعضهم يجعلها كالإدام في الطعام وهو أخفهم إثما .
ورأيت شخصا من المجاورين يقرأ كل يوم ختمة وهو مع ذلك لا يكاد يذكر أحدا من المسلمين بخير إنما هو غيبة وازدراء فنهيته عن ذلك فتركهم واشتغل بغيبتي فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فعظم يا أخي سنة نبيك واستغفر الله من استهانتك بتركها فإنك لو صرحت بالاستهانة كفرت وحكم الباطن عند الله تعالى في ذلك حكم الظاهر . { والله غفور رحيم }