لعل الذي أبلى بحبك يا فتى ... يردك لي يوما إلى أحسن العهد .
ثم تغافلت أهل المجلس وألقت إليه المنديل .
قال فما هو إلا أن قرأت الشعر حتى وجدت في قلبي من أمرها مثل النار فقمت وانصرفت خوفا من الفضيحة ثم لم أزل أعمل الحيلة في ابتياعها من حيث لا تعلم فعسر ذلك فعرفتها ما قد عزمت عليه من ابتياعها فأعانتني على ذلك حتى ملكتها فلم أوثر عليها أحدا من حرمي وأهلي ولا كان عندي شيء يعدلها فتوفيت فأنا لا عيش لي ولا سرور فوالله ما لبث بعد هذا الكلام إلا أياما يسيرة حتى مات أسفا عليها وكمدا فدفن إلى جانبها .
أخبرتنا شهدة بنت أحمد قالت أنبأنا جعفر بن أحمد بن السراج وأنبأنا ابن الحصين قالا أنبأنا أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري قال أنبأنا أبو القاسم الصائغ بإسناد له عن ابن الأشدق قال كنت أطوف بالبيت فرأيت شابا تحت الميزاب قد أدخل رأسه في كسائه يئن كالمحموم فسلمت فرد ثم قال من أين قلت من البصرة قال وراجع إليها قلت نعم قال إذا دخلت النباج فأخرج إلى الحي ثم ناد يا هلال تخرج إليك جارية تنشدها هذا البيت .
وقد كنت أهوى أن تكون منيتي ... بعينيك حتى تنظري ميت الحب ومات مكانه .
فلما دخلت النباج أتيت الحي فناديت يا هلال يا هلال فخرجت إلي جارية لم أر أحسن منها قالت ما وراءك قلت شاب بمكة أنشدني هذا البيت قالت وما صنع قلت مات فخرت مكانها ميتة