موحشا ما ترى به أحدا ... تنسج الريح ثوب معتدله .
قد أصون الحديث دون خليل ... لا أخاف الأذاة من قبله .
غير ما بغضة ولا لاجتناب ... غير أن المحب من وجله .
وله .
أصبحت ودعت الصبابة والجهلا ... وقال لك الشيب الذي قد علا مهلا .
وقال الألى كانوا لداتك هل ترى ... إلى الشيب فاجدد جدنا ودع الهزلا .
فكيف وقد لجت من العين نظرة ... لبثنة تأبى أن تبت لها حبلا .
وترجع عيني بالرضا من لقائها ... ولم تك ترضى البخل ما أعيب البخلا .
ترى العين منها ما لو أنك قادر ... عليه إذن لم تبغ مالا ولا أهلا .
بثينة من صنف يقلبن أيدي الرماة ... وما يحملن قوسا ولا نبلا .
ولو كن يصطدن القلوب بشكة ... لم أعجب ولكن كيف يصطدنها غزلا .
وله في أخرى .
فكم قد رأينا ساعيا بنميمة ... لآخر لم يعمل بكف ولا رجل .
إذا ما تذاكرنا الذي كان بيننا ... جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل .
كلانا بكى أو كاد يبكي صبابة ... إلى إلفه واستعجلت عبرة قبلي .
فياويح نفسي حسب نفسي الذي بها ... ويا ويح أهلي ما أصيب به أهلي .
ولو تركت عقلي معي ما طلبتها ... ولكن طلابيها لما فات من عقلي .
خليلي فيما عشتما هل رأيتما ... قتيلا بكى من حب قاتله قبلي .
فإن قربت لم ينفع القرب عندها ... وإن بعدت زادتك خبلا على خبل .
أولئك إن يمنعن فالمنع شيمة ... لهن وإن يعطين يعطين عن بخل