أخبرنا ابن أبي منصور قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا علي بن المحسن قال أنبأنا أبو عمر بن حيويه قال حدثنا محمد بن خلف قال قال محمد بن زياد بن الأعرابي لما شبب المجنون بليلى وشهر بحبها اجتمع إليه أهلها فمنعوه من محادثتها وزيارتها وتهددوه وأوعدوه بالقتل فكان يأتي امرأة فتعرف له خبرها فنهوا تلك المرأة عن ذلك فكان يأتي غفلات الحي في الليل .
فلما كثر ذلك خرج أبو ليلى ومعه نفر من قومه إلى مروان بن الحكم فشكوا إليه ما ينالهم من قيس بن الملوح وسألوه الكتاب إلى عامله عليهم يمنعه من كلام ليلى .
فكتب لهم مروان كتابا إلى عامله يأمره أن يحضر قيسا ويتقدم إليه في ترك زيارة ليلى فإن أصابه أهلها عندهم فقد أهدروا دمه .
فلما ورد الكتاب على عامله بعث إلى قيس وأبيه وأهل بيته فجمعهم وقرأ عليهم كتاب مروان وقال لقيس اتق الله في نفسك لا يذهب دمك هدرا فانصرف قيس وهو يقول .
ألا حجبت ليلى وآلى أميرها ... علي يمينا جاهدا لا أزورها .
وأوعدني فيها رجال أبوهم ... أبى وأبوها خشنت لي صدورها .
على غير شيء غير أني أحبها ... وأن فؤادي عند ليلى أسيرها .
فلما أيس منها وعلم أن لا سبيل إليها صار شبيها بالتائه العقل وأحب الخلوة وحديث النفس وتزايد الأمر به حتى ذهب عقله ولعب بالحصا والتراب ولم يكن