أخبرتنا شهدة قالت أخبرنا جعفر بن أحمد قال أنبأنا أبو محمد الجوهري قال حدثنا محمد بن العباس قال حدثنا محمد بن خلف قال ذكر محمد بن حبيب عن هشام بن محمد الكلبي وغيث الباهلي وأبي عمرو الشيباني عن ابن دأب عن رباح قال حدثني بعض المشايخ قال خرجت حاجا حتى إذا كنت بمنى إذا بجماعة على جبل من تلك الجبال فصعدت إليهم فإذا فيهم فتى أبيض حسن الوجه وقد علاه الصفار وبدنه ناحل وهم يمسكونه .
فسألتهم عنه فقالوا هذا قيس الذي يقال له المجنون خرج به أبوه لما بلى به يستجير له ببيت الله الحرام وقبر محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فلعل الله أن يعافيه .
قلت لهم فما لكم تمسكونه قالوا نخاف أن يجني على نفسه جناية تتلفه قال وهو يقول لهم دعوني أتنسم صبا نجد فقال لي بعضهم ليس يعرفك فلو شئت دنوت منه فأخبرته أنك قد قدمت من نجد وأخبرته عنها قلت نعم أفعل فدنوت منه فقالوا يا قيس هذا رجل قدم من نجد قال فتنفس حتى ظننت أن كبده قد تصدعت ثم جعل يسائلني عن موضع موضع وواد واد فأنا أخبره وهو يبكي ثم أنشأ يقول .
ألا حبذا نجد وطيب ترابه ... وأرواحه إن كان نجد على العهد .
ألا ليت شعري عن عوارضتي قنا ... بطول الليالي هل تغيرتا بعدي وعن جارتينا بالبتيل إلى الحمى ... على عهدنا أم لم يدوما على العهد وعن علويات الرياح إذا جرت ... بريح الخزامى هل تهب على نجد .
وعن أقحوان الرمل ما هو صانع ... إذا هو أثرى ليلة بثرى جعد