الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين في كل يوم وليلة تشيعون غاديا ورائحا إلى الله D قد قضى نحبه وانقضى أجله حتى تغيبوه في صدع من الأرض في بطن صدع ثم تدعونه غير ممهد ولا موسد قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب مرتهنا بعمله فقيرا إلى ما قدم غنيا عما ترك فاتقوا الله قبل نزول الموت وايم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب ما أعلم عندي وما يبلغني عن أحد منكم ما يسعه ماعندي إلا وددت أنه يمكنني تغييره حتى يستوي عيشنا وعيشه وأيم الله لو أردت غير ذلك من الغضارة والعيش لكان اللسان مني به ذلولا عالما بأسبابه ولكن سبق من الله D كتاب ناطق وسنة عادلة دل فيها على طاعته ونهى فيها عن معصيته .
ثم وضع طرف ردائه على وجهه فبكى وشهق وبكى الناس وكانت آخر خطبة خطبها .
سعيد بن محمد الثقفي قال سمعت القاسم بن غزوان قال كان عمر ابن عبد العزيز يتمثل بهذه الأبيات .
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم ... وكيف يطيق النوم حيران هائم .
فلو كنت يقظان الغداة لحرقت ... مدامع عينيك الدموع السواجم