فيكون ذلك سببا لسوء الخاتمة وشؤم العاقبة والعياذ بالله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال .
وقد سمعت بقصة بلعام بن باعوراء وما كان آتاه الله من آياته وأطلعه عليه من بيناته وما أراه من عجائب ملكوته .
أخلد إلى الأرض واتبع هواه فسلبه الله سبحانه جميع ما أعطاه وتركه مع من استماله وأغواه .
ويروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجدا للأذان والصلاة فيه وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقي يوما المنارة على عادته للأذان وكان تحت المنارة دار لذمي نصراني فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها فترك الأذان ونزل إليها ودخل الدار عليها فقالت له ما شأنك وما تريد فقال أنت أريد قالت لماذا قال لها قد سلبت لبي وأخذت بمجامع قلبي قالت له لا أجيبك إلى ريبة .
قال لها أتزوجك قالت أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك قال لها أتنصر قالت إن فعلت أفعل فتنصر الرجل ليتزوجها وأقام معهم في الدار فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات فلا هو بها اتصل ولا هو بدينه حصل فنعوذ بالله ثم نعوذ بالله