وربما ضرب منك إناء فخار أو أحكم منك بناء جدار أو طلي منك محبس ماء أو موقد نار كما روي عن علي بن أبي طالب Bه أنه أتى بإناء ماء ليشرب منه فأخذه بيده ونظر إليه وقال كم فيك من عين كحيل وخد أسيل .
وكان بقرطبة امرأة صالحة مذكورة بالخير معروفة اسمها عزيزة بنت القلفيطي وكانت لها رؤيا صادقة فرأت فيما يرى النائم كأنها خارجة على باب الضاغط بقرطبة عن يسار الخارج بنيانا من أعضاء بني آدم وشعورهم ولهم صياح وضجيج ورجل طويل واقف وعليه ثياب خضرة نيرة ويداه على عينيه وهو يقول عيناي يا قوم في الحائط فأخبرت بهذا الرؤيا أبا بكر بن مؤمن C تعالى فخرج إلى الموضع فوجد فيه مسجدا ودورا قد بنيت في طرف مقبرة كانت هنالك تعرف بمقبرة عباس .
وبنيت تلك الدور والمسجد لمصلحة رأى الجيران في ذلك .
ذلك حدثني بهذه الحكاية صاحبنا الوجيه أبو الحسن بن أبي بكر بن مؤمن عن أبيه وعن المرأة أيضا وقد سمعت أيضا الحكاية قبل هذا من أبي الحسن بن كامل الصوفي ومن غيره من أصحابه .
ويحكى أن رجلين تنازعا وتخاصما في أرض فانطق الله D لبنة في حائط من تلك الأرض فقالت يا هذان إني كنت ملكا من الملوك ملكت كذا وكذا سنة ثم مت وصرت ترابا فبقيت كذلك ألف سنة ثم أخذني خزاف يعني فخارا فعمل مني إناءا فاستعملت حتى تكسرت ثم عدت ترابا فبقيت ألف سنة ثم أخذني رجل فضرب مني لبنة فجعلني في هذا الحائط ففيم تنازعكما وفيم تخاصمكما .
وهذا التغيير إنما يحل بجسدك وينزل ببدنك لا بروحك لأن الروح لها حكم آخر وما مضى منك فغير مضاع وتفرقه لا يمنعه من الاجتماع