قال الله تعالى ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ ) .
والحكايات في هذا الباب أكثر من هذا والكلام فيه متسع .
وقد دونت في الموت الأخبار وصيغت فيه الأشعار وضربت بشدته الأمثال وكثر فيه القيل والقال وعملت بسببه أعمال وأعمال قال بعضهم .
( قالوا صف الموت يا هذا وشدته ... فقلت وامتد مني عندها الصوت ) .
( يكفيكم منه أن الناس إن عجزوا ... عن وصف ضربهم قالوا هو الموت ) .
وقد أمر E بذكر الموت وأعاد القول فيه تهويلا لأمره وتعظيما لشأنه .
ذكر النسائي عن عائشة Bها قالت قال رسول الله A أكثروا ذكر هادم اللذات الموت .
وهذا كلام مختصر وجيز وقد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة فإن من ذكر الموت حقيقة ذكره نغص عليه لذته الحاضرة ومنعه من تمنيها في المستقبل وزهده فيما كان منها يؤمل .
ولكن النفوس الراكدة والقلوب الغافلة تحتاج إلى تطويل الوعاظ وتزويق الألفاظ وإلا ففيما ذكر من قوله E أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت ما يكفي السامع له ويشغل الناظر فيه .
ويروى عن عطاء الخراساني أنه قال .
مر رسول الله A بمجلس قد ارتفع فيه الضحك فقال شوبوا مجلسكم بذكر مكدر اللذات قالوا وما مكدر اللذات قال الموت .
وخرج يوما E إلى المسجد فإذا قوم يتحدثون ويضحكون فقال اذكروا الموت أما والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا