وقد قال الله تعالى وقولوا للناس حسنا وقال ابن عباس Bهما من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه السلام وإن كان مجوسيا إن الله تعالى يقول وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وقال ابن عباس أيضا لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه وقال أنس قال رسول الله A إن في الجنة لغرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام // حديث أنس إن في الجنة لغرفا يرى ظاهرها من باطنها الحديث أخرجه الترمذي وقد تقدم // وروي أن عيسى عليه السلام مر به خنزير فقال مر بسلام فقيل يا روح الله أتقول هذا لخنزير فقال أكره أن أعود لساني الشر وقال نبينا A الكلمة الطيبة صدقة // حديث الكلمة الطيبة صدقة أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة // وقال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة // حديث اتقوا النار ولو بشق تمرة الحديث متفق عليه من حديث عدي بن حاتم وقد تقدم // وقال عمر Bه البر شيء هين وجه طليق وكلام لين وقال بعض الحكماء الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح وقال بعض الحكماء كل كلام لا يسخط ربك إلا أنك ترضي به جليسك فلا تكن به عليه بخيلا فإنه لعله يعوضك منه ثواب المحسنين وهذا كله في فضل الكلام الطيب وتضاده الخصومة والمراء والجدال واللجاج فإنه الكلام المستكره الموحش المؤذي للقلب المنغص للعيش المهيج للغضب الموغر للصدر نسأل الله حسن التوفيق بمنه وكرمه الآفة السادسة .
التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع فيه بالتشبيبات والمقدمات وما جرى به عادة المتفاصحين المدعين للخطابة وكل ذلك من التصنع المذموم ومن التكلف الممقوت الذي قال فيه رسول الله A أنا وأتقياء أمتي برءاء من التكلف وقال A إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون في الكلام // حديث إن أبغضكم إلى الله وأبعدكم مني مجلسا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون أخرجه أحمد من حديث أبي ثعلبة وهو عند الترمذي من حديث جابر وحسنه بلفظ إن أبغضكم إلي // وقالت فاطمة Bها قال رسول الله A شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام // حديث فاطمة شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الحديث وفيه ويتشدقون أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب // .
وقال A ألا هلك المتنطعون ثلاث مرات // حديث ألا هلك المتنطعون من حديث ابن مسعود والتنطع هو التعمق والاستقصاء وقال عمر Bه شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان وجاء عمر بن سعد بن أبي وقاص إلى أبيه سعد يسأله حاجة فتكلم بين يدي حاجته بكلام فقال له سعد ما كنت من حاجتك بأبعد منك اليوم إني سمعت رسول الله A يقول يأتي على الناس زمان يتخللون الكلام بألسنتهم كما تتخلل البقرة الكلأ بلسانها // حديث سعد يأتي على الناس زمان يتخللون الكلام بألسنتهم كما تتخلل البقرة الكلأ بلسانها رواه أحمد // وكأنه أنكر عليه ما قدمه على الكلام من التشبب والمقدمة المصنوعة المتكلفة وهذا أيضا من آفات اللسان ويدخل فيه كل سجع متكلف وكذلك التفاصح الخارج عن حد العادة وكذلك التكلف بالسجع في المحاورات إذ قضى رسول الله A بغرة في الجنين فقال بعض قوم الجاني كيف ندى من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل