ومثل ذلك بطل فقال أسجعا كسجع الأعراب // حديث كيف ندى من لا شرب ولا أكل الحديث أخرجه مسلم من حديث المغيرة بن شعبة وأبي هريرة وأصلها عند البخاري أيضا // وأنكر ذلك لأن أثر التكلف والتصنع بين عليه بل ينبغي أن يقتصر في كل شيء على مقصوده ومقصود الكلام التفهيم للغرض وما وراء ذلك تصنع مذموم ولا يدخل في هذه تحسين ألفاظ الخطابة والتذكير من غير إفراط وإغراب فإن المقصود منها تحريك القلوب وتشويقها وقبضها وبسطها فلرشاقة اللفظ تأثير فيه فهو لائق به فأما المحاورات التي تجري لقضاء الحاجات فلا يليق بها السجع والتشدق والاشتغال به من التكلف المذموم ولا باعث عليه إلا الرياء وإظهار الفصاحة والتميز بالبراعة وكل ذلك مذموم يكرهه الشرع ويزجر عنه الآفة السابعة الفحش والسب وبذاءة اللسان .
وهو مذموم ومنهي عنه ومصدره الخبث واللؤم قال A إياكم والفحش فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش // حديث إياكم والفحش الحديث أخرجه النسائي في الكبرى في التفسير والحاكم وصححه من حديث عبد الله بن عمرو ورواه ابن حبان من حديث أبي هريرة // ونهى رسول الله A عن أن تسب قتلى بدر من المشركين فقال لا تسبوا هؤلاء فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون وتؤذون الأحياء ألا إن البذاء لؤم // حديث النهي عن سب قتلى بدر من المشركين الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث محمد بن علي الباقر مرسلا ورجاله ثقات وللنسائي من حديث ابن عباس بإسناد صحيح إن رجلا وقع في أب للعباس كان في الجاهلية فلطمه الحديث وفيه لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا وقال A ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذى // حديث ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذى أخرجه الترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن مسعود وقال حسن غريب وصححه وروي موقوفا قال الدارقطني في العلل والموقوف أصح // .
وقال A الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها // حديث الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها أخرجه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية من حديث عبد الله بن عمرو // .
وقال A أربعة يؤذون أهل النار في النار على ما بهم من الأذى يسعون بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور رجل يسيل فوه قيحا ودما فيقال له ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة فيستلذها كما يستلذ الرفث // حديث أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى الحديث وفيه إن الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة خبيثة فيستلذها كما يستلذ الرفث أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث شفى بن مانع واختلف في صحبته فذكره أبو نعيم في الصحابة وذكره البخاري وابن حبان في التابعين // .
وقال A لعائشة يا عائشة لو كان الفحش رجلا لكان رجل سوء // حديث يا عائشة لو كان الفحش رجلا لكان رجل سوء أخرجه ابن أبي الدنيا من رواية ابن لهيعة عن أبي النضر عن أبي سلمة عنها // .
وقال A البذاء والبيان شعبتان من شعب النفاق // حديث البذاء والبيان شعبتان من النفاق أخرجه الترمذي وحسنه الحاكم وصححه على شرطهما من حديث أبي أمامة وقد تقدم // فيحتمل أن يراد بالبيان كشف ما لا يجوز كشفه ويحتمل أيضا المبالغة في الإيضاح حتى ينتهي إلى حد التكلف ويحتمل أيضا البيان في أمور الدين وفي صفات الله تعالى فإن إلقاء ذلك مجملا إلى أسماع العوام أولى من المبالغة في بيانه إذ قد يثور من غاية البيان فيه شكوك ووساوس فإذا أجملت بادرت القلوب إلى القبول ولم تضطرب ولكن ذكره مقرونا بالبذاء يشبه أن يكون المراد به المجاهرة بما يستحي الإنسان من بيانه فإن الأولى في مثله الإغماض والتغافل دون الكشف والبيان وقال A إن الله لا يحب الفاحش