45 - { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون } قال الزهري وسعيد بن جبير وابن زيد : إن جبريل قال ذلك للنبي A لما أسري به فالمراد سؤال الأنبياء في ذلك الوقت عند ملاقاته لهم وبه قال جماعة من السلف وقال المبرد والزجاج وجماعة من العلماء : إن المعنى واسأل أمم من قد أرسلنا وبه قال مجاهد والسدي والضحاك وقتادة وعطاء والحسن ومعنى الآية على القولين : سؤالهم هل أذن الله بعبادة الأوثان في ملة من الملل وهل سوغ ذلك لأحد منهم ؟ والمقصود تقريع مشركي قريش بأن ما هم عليه لم يأت في شريعة من الشرائع .
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المخزومي أن قريشا قالت : قيضوا لكل رجل من أصحاب محمد رجلا يأخذه فقيضوا لأبي بكر طلحة بن عبيد الله فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر : إلام تدعوني ؟ قال : أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر : وما اللات ؟ قال أولاد الله قال : وما العزى قال : بنات الله قال أبو بكر : فمن أمهم ؟ فسكت طلحة فلم يجبه فقال لأصحابه : أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة : قم يا أبا بكر أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأنزل الله : { ومن يعش عن ذكر الرحمن } الآية وثبت في صحيح مسلم وغيره أن مع كل إنسان قرينا من الجن وأخرج ابن مردويه عن علي في قوله : { فإما نذهبن بك } قال : ذهب نبيه A وبقيت نقمته في عدوه وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { أو نرينك الذي وعدناهم } قال : يوم بدر وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب من طرق عنه في قوله : { وإنه لذكر لك ولقومك } قال : شرف لك ولقومك وأخرج ابن عدي وابن مردويه عن علي وابن عباس قالا : كان رسول الله A يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك بعدك ؟ أمسك فلم يجبهم بشيء لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت { وإنه لذكر لك ولقومك } فكان بعد إذا سئل قال لقريش فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار على ذلك وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي عن ابن عباس في قوله : { واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا } قال اسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا