ثم ذكر المؤمنين وأعمالهم والمشركين وأعمالهم فقال : 15 - { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } والمعنى : أن عمل كل طائفة من إحسان أو إساءة لعامله لا يتجاوزه إلى غيره وفيه ترغيب وتهديد { ثم إلى ربكم ترجعون } فيجازي كلا بعمله إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر .
وقد أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله : { جميعا منه } قال : منه النور والشمس والقمر وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال : كل شيء هو من الله وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن طاوس قال : جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فسأله مم خلق الخلق ؟ قال : من الماء والنور والظلمة والهواء والتراب قال : فمم خلق هؤلاء ؟ قال : لا أدري ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير فسأله فقال مثل قول عبد الله بن عمرو فأتى ابن عباس فسأله مم خلق الخلق ؟ فقال : من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال فمم خلق هؤلاء ؟ فقرأ ابن عباس { وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه } فقال الرجل : ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النبي A وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه : عن ابن عباس في قوله : { قل للذين آمنوا يغفروا } الآية قال : كان نبي الله A يعرض عن المشركين إذا آذوه وكانوا يستهزئون به ويكذبونه فأمره الله أن يقاتل المشركين كافة فكان هذا من المنسوخ