15 - { فلذلك فادع واستقم } أي فلأجل ما ذكر من التفرق والشك أو فلأجل أنه شرع من الدين ما شرع فادع واستقم أي فادع كما تقول : دعوت إلى فلان ولفلان وذلك إشارة إلى ما وصى به الأنبياء من التوحيد وقيل في الكلام تقديم وتأخير والمعنى : كبر على المشركين ما ندعوهم إليه فلذلك فادع قال قتادة : استقم على أمر الله وقال سفيان : استقم على القرآن وقال الضحاك : استقم على تبليغ الرسالة { كما أمرت } بذلك من جهة الله { ولا تتبع أهواءهم } الباطلة وتعصباتهم الزائغة ولا تنظر إلى خلاف من خالفك في ذكر الله { وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب } أي بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله لا كالذين آمنوا ببعض منها وكفروا ببعض { وأمرت لأعدل بينكم } في أحكام الله إذا ترافعتم إلي ولا أحيف عليكم بزيادة على ما شرعه الله أو بنقصان منه وأبلغ إليكم ما أمرني الله بتبليغه كما هو واللام لام كي : أي أمرت بذلك الذي أمرت به لكي أعدل بينكم وقيل هي زائدة والمعنى : أمرت أن أعدل والأول أولى قال أبو العالية : أمرت لأسوي بينكم في الدين فأومن بكل كتاب وبكل رسول والظاهر أن الآية عامة في كل شيء والمعنى : أمرت لأعدل بينكم في كل شيء { الله ربنا وربكم } أي إلهنا وإلهكم وخالقنا وخالقكم { لنا أعمالنا } أي ثوابها وعقابها خاص بنا { ولكم أعمالكم } أي ثوابها وعقابها خاص بكم { لا حجة بيننا وبينكم } أي لا خصومة بيننا وبينكم لأن الحق قد ظهر ووضح { الله يجمع بيننا } في المحشر { وإليه المصير } أي المرجع يوم القيامة فيجازي كلا بعمله : وهذا منسوخ بآية السيف قيل الخطاب لليهود وقيل للكافر على العموم