ثم أردف هذا بذكر دليل من الأدلة على التوحيد فقال : { هو الذي خلقكم من تراب } أي خلق أباكم الأول وهو آدم وخلقه من تراب يستلزم خلق ذريته منه { ثم من نطفة ثم من علقة } قد تقدم تفسير هذا في غير موضع { ثم يخرجكم طفلا } أي أطفالا وأفرده لكونه اسم جنس أو على معنى يخرج كل واحد منكم طفلا { ثم لتبلغوا أشدكم } وهي الحالة التي تجتمع فيها القوة والعقل وقد سبق بيان الأشد مستوفى في الأنعام واللام التعليلية في لتبلغوا غاية الكمال وقوله : { ثم لتكونوا شيوخا } معطوف على لتبلغوا قرأ نافع وحفص وأبو عمرو وابن محيصن وهشام { شيوخا } بضم الشين وقرأ الباقون بكسرها وقرئ شيخا على الإفراد لقوله طفلا والشيخ من جاوز الأربعين سنة { ومنكم من يتوفى من قبل } أي من قبل الشيخوخة { ولتبلغوا أجلا مسمى } أي وقت الموت أو يوم القيامة واللام هي لام العاقبة { ولعلكم تعقلون } أي لكي تعقلوا توحيد ربكم وقدرته البالغة في خلقكم على هذه الأطوار المختلفة