ثم بين سبحانه حال كل فريق من المختصمين فقال : 32 - { فمن أظلم ممن كذب على الله } أي لا أحد أظلم ممن كذب على الله فزعم أن له ولدا أو شريكا أو صاحبة { وكذب بالصدق إذ جاءه } وهو ما جاء به رسول الله A من دعاء الناس إلى التوحيد وأمرهم بالقيام بفرائض الشرع ونهيهم عن محرماته وإخبارهم بالبعث والنشور وما أعد الله للمطيع والعاصي ثم استفهم سبحانه استفهاما تقريريا فقال : { أليس في جهنم مثوى للكافرين } أي أليس لهؤلاء المفترين المكذبين بالصدق والمثوى المقام وهو مشتق من ثوى بالمكان إذا أقام به يثوي ثواء وثوبا مثل مضى مضاء ومضيا وحكى أبو عبيد أنه يقال أثوى وأنشد قول الأعشى : .
( أثوى وأقصر ليله ليرودا ... فمضت وأخلف من قبيلة موعدا ) .
وأنكر ذلك الأصمعي وقال لا نعرف أثوى