@ 353 @ مسعود ( يكشف ) بفتح الياء وكسر الشين على معنى يكشف الله وقرا ابن عباس ( تكشف ) بضم التاء على معنى تكشف القيامة والشدة والحال الحاضرة وقرا ابن عباس ايضا ( تكشف ) بفتح التاء على ان القيامة هي الكاشفة وحكى الأخفش عنه انه قرا ( نكشف ) بالنون مفتوحة وكسر الشين ورويت عن ابن مسعود .
وقوله تعالى ! 2 < ويدعون > 2 ! ظاهره ان ثم دعاء الى السجود وهذا يرده ما قد تقرر في الشرع من ان الاخرة ليست بدار عمل وانها لا تكليف فيها فإذا كان هذا فإنما الداعي ما يرونه من سجود المؤمنين فيريدون هم ان يسجدوا عند ذلك فلا يستطيعونه .
وقد ذهب بعض العلماء الى انهم يدعون الى السجود على جهة التوبيخ وخرج بعض الناس من قوله ! 2 < فلا يستطيعون > 2 ! انهم كانوا يستطيعونه قبل ذلك وذلك غير لازم .
وعقيدة الأشعري ان الاستطاعة إنما تكون مع التلبس بالفعل لما قبله وهذا القدر كاف من هذه المسألة ها هنا .
و ! 2 < خاشعة > 2 ! نصب على الحال وجوارحهم كلها خاشعة أي ذليلة ولكنه خص الأبصار بالذكر لأن الخشوع فيها أبين منه في كل جارحة .
وقوله تعالى ! 2 < ترهقهم ذلة > 2 ! أي تزعج نفوسهم وتظهر عليهم ظهورا يخزيهم وقوله تعالى ! 2 < وقد كانوا يدعون إلى السجود > 2 ! يريد في دار الدنيا وهم سالمون مما نال عظام ظهورهم من الاتصال والعتو وقال بعض المتأولين ! 2 < السجود > 2 ! هنا عبارة عن جميع الطاعات وخص ! 2 < السجود > 2 ! بالذكر من حيث هو عظم الطاعات ومن حيث به وقع امتحانهم في الاخرة وقال ابراهيم التيمي والشعبي أراد ب ! 2 < السجود > 2 ! الصلوات المكتوبة وقال ابن جبير المعنى كانوا يسمعون النداء للصلاة وحي على الفلاح فلا يجيبون وفلج الربيع بن خيثم فكان يهادي بين رجلين الى المسجد فقيل له إنك لمعذور فقال من سمع حي على الفلاح فليجب ولو حبوا وقيل لابن المسيب إن طارقا يريد قتلك فاجلس في بيتك فقال أسمع حي على الفلاح فلا اجيب والله لا فعلت وهذا كله قريب بعضه من بعض وقوله تعالى ! 2 < فذرني ومن يكذب بهذا الحديث > 2 ! وعيد ولم يكن ثم مانع ولكنه كما تقول دعنى مع فلان أي سأعاقبه ! 2 < ومن > 2 ! في موضع نصب عطفا على الضمير في ! 2 < ذرني > 2 ! او نصبا على المفعول معه و ! 2 < الحديث > 2 ! المشار إليه هو القرآن المخبر بهذه الغيوب والاستدراج هو الحمل من رتبة إلى رتبة حتى يصير المحمول إلى شر وإنما يستعمل الاستدراج في الشر وهو مأخوذ من الدرج قال سفيان الثوري نسبغ عليهم النعم ويمنعون الشكر وقال غيره كلما زادوا ذنبا زادوا نعمة وفي معنى الاستدراج قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) وقال الحسن كم من مستدرج بالإحسان اليه ومغرور بالستر عليه .
! 2 < وأملي لهم > 2 ! معناه أؤخرهم ملاوة من الزمن وهي البرهة والقطعة يقال ملاوة بضم الميم وبفتحها وبكسرها والكيد عبارة عن العقوبة التي تحل بالكفار من حيث هي على كيد منهم فسمى العقوبة باسم الذنب والمتين القوي الذي له متانة ومنه المتن الظهر