@ 352 @ وقرا الحسن بن أبي الحسن ( بالغة ) بالنصب على الحال وهي حال من النكرة لأنها نكرة مخصصة بقوله ! 2 < علينا > 2 ! وقرا الأعرج ( أإن لكم لما تحكمون ) وكذلك في التي تقدمت في قوله ( أإن لكم فيه لما تخيرون ) ثم امر تعالى نبيه محمدا على وجه إقامة الحجة ان يسالهم عن الزعيم لهم بذلك من هو والزعيم الضامن للأمر والقائم به ثم وقفهم على امر الشركاء عسى ان يظنوا انهم ينفعونهم في شيء من هذا .
وقرا ابن أبي عبلة وابن مسعود ( ام لهم شركاء فلياتوا بشركهم ) بكسر الشين دون ألف والمراد بذلك على القراءتين الأصنام وقوله تعالى ! 2 < فليأتوا بشركائهم > 2 ! قيل هو استدعاء وتوقيف في الدنيا أي ليحضروهم حتى يرى هل هم بحال من يضر وينفع ام لا وقيل هو استدعاء وتوقيف على ان ياتوا بهم يوم القيامة ! 2 < يوم يكشف عن ساق > 2 ! .
وقوله تعالى ! 2 < يوم يكشف عن ساق > 2 ! قال مجاهد هي اول ساعة من يوم القيامة وهي أفظعها وتظاهر حديث من النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه ينادي مناد يوم القيامة ليتبع كل احد ما كان يعبد ) قال ( فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر وكذلك كل عابد لكل معبود ثم تبقى هذه الأمة وغبرات اهل الكتاب معهم منافقوهم وكثير من الكفرة فيقال لهم ما شانكم لم تقفون وقد ذهب الناس فيقولون ننتظر ربنا فيجيئهم الله تعالى في غير الصورة التى عرفوه بها فيقول انا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك قال فيقول اتعرفونه بعلامة ترونها فيقولون نعم فيكشف لهم عن ساق فيقولون نعم انت ربنا ويخرون للسجود فيسجد كل مؤمن وتصير أصلاب المنافقين والكفار كصياصي البقر عظما واحدا فلا يستطيعون سجودا ) .
قال القاضي ابو محمد هكذا هو الحديث وإن اختلفت منه ألفاظ بزيادة ونقصان وعلى كل وجه فما ذكر من كشف الساق وما في الآية أيضا من ذلك فإنما هو عبارة عن شدة الهول وعظم القدرة التي يرى الله تعالى ذلك اليوم حتى يقع العلم ان تلك القدرة إنما هي لله تعالى وحده ومن هذا المعنى قول الشاعر في صفة الحرب جد طرفة .
( كشفت لهم عن ساقها % وبدا عن الشر البواح ) + مجزوء الكامل + .
ومنه قول الراجز .
( وشمرت عن ساقها فشدوا % ) + الرجز + .
وقول الآخر .
( في سنة قد كشفت عن ساقها % حمراء تبري اللحم عن عراقها ) + الرجز + .
وأصل ذلك انه من أراد الجد في امر يحاوله فإنه يكشفه عن ساقه تشميرا وجدا وقد مدح الشعراء بهذا المعنى فمنه قول دريد .
( كميش الإزار خارج نصف ساقه % صبور على الضراء طلاع انجد ) + الطويل + .
وعلى هذا من إرادة الجد والتشمير في طاعة الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم ( أزرة المؤمن الى أنصاف ساقيه ) وقرا جمهرو الناس ( يكشف عن ساق ) بضم الياء على بناء الفعل للمفعول وقرا ابن