@ 354 @ .
قوله عز وجل $ سورة القلم 46 - 52 $ .
هذه ! 2 < أم > 2 ! التي تتضمن الإضراب عن الكلام الأول لا على جهة الرفض له لكن على جهة الترك والإقبال على سواه وهذا التوقيف لمحمد صلى الله عليه وسلم والمراد به توبيخ الكفار لأنه لو سألهم أجرا فأثقلهم غرم ذلك لكان لهم بعض العذر في اعراضهم وقرارهم وقوله تعالى ! 2 < أم عندهم الغيب فهم يكتبون > 2 ! معناه هل لهم علم بما يكون فيدعون مع ذلك ان الأمر على اختيارهم جار ثم امر تعالى نبيه بالصبر لحكمه وان يمضي لما امر به من التبليغ واحتمال الأذى والمشقة ونهى عن الضجر والعجلة التي وقع فيها يونس عليه السلام ثم اقتضبت القصة وذكر ما وقع في آخرها من ندائه من بطن الحوت ! 2 < وهو مكظوم > 2 ! أي غيظه في صدره .
وحقيقة الكظم هو الغيظ والحزن والندم فحمل المكظوم عليه تجوزا وهو في الحقيقة كاظم ونحو هذا قول ذي الرمة .
( وانت من حب مني مضمر حزنا % عاني الفؤاد قريح القلب مكظوم ) + البسيط + .
وقال النقاش المكظوم الذي أخذ بكظمه وهو مجاري القلب ومنه سميت الكاظمة وهي القناة في جوف الارض وقرا جمهور الناس ( لولا ان تداركه ) أسند الفعل دون علامة تأنيث لأن تأنيث النعمة غير حقيقي وقرأ ابي بن كعب وابن مسعود وابن عباس ( تداركته ) على إظهار العلامة وقرا ابن هرمز والحسن ( تداركه ) بشد الدال على معنى تتداركه وهي حكاية حال تام فلذلك جاء الفعل مستقبلا بمعنى ! 2 < لولا أن > 2 ! يقال فيه تتداركه نعمة من ربه ونحوه قوله تعالى ! 2 < فوجد فيها رجلين يقتتلان > 2 ! فهذا وجه القراءة ثم أدغمت التاء في الدال والنعمة هي الصفح والتوب والاجتباء الذي سبق له عنده والعراء الارض الواسعة التي ليس فيها شيء يوارى من بناء ولا نبات ولا غيره من جبل ونحوه ومنه قول الشاعر أبو الخراش الهذلي .
( رفعت رجلا لا اخاف عثارها % ونبذت بالأرض العراء ثيابي ) + الكامل + .
وقد نبذ يونس عليه السلام ! 2 < بالعراء > 2 ! ولكن غير مذموم و ^ واجتباه ^ معناه اختاره واصطفاه .
ثم أخبر تعالى نبيه بحال نظر الكفار اليهم وانهم يكادون من الغيظ والعداوة يزلقونه فيذهبون قدمه من مكانها ويسقطونه .
وقرا جمهور القراء ( يزلقونك ) بضم الياء من أزلق وقرا نافع وحده ( يزلقونك ) بفتح الياء من زلقت الرجل يقال زلق الرجل بكسر اللام وزلقته بفتحها مثل حزن وحزنته وشترت العين بكسر التاء وشترتها وفي مصحف عبد الله بن مسعود ( ليزهقونك ) بالهاء وروى النخعي ان في قراءة ابن مسعود ( لينفدونك ) وفي هذا المعنى الذي في نظرهم من الغيظ والعداوة قول الشاعر .
( يتقارضون إذا التقوا في مجلس % نظرا يزيل مواطىء الأقدام ) + الكامل + .
وذهب قوم من المفسرين الى ان المعنى يأخذونك بالعين وذكر ان الدفع بالعين كان في بني