@ 548 @ وهما لغتان في المسالمة ويقال أيضا السلم بفتح السين واللام ولا أحفظها قراءة وقرأ جمهور الناس فاجنح بفتح النون وهي لغة تميم وقرأ الأشهب العقيلي فاجنح وهي لغة قيس بضم النون قال أبو الفتح وهذه القراءة هي القياس لأن فعل إذا كان غير متعد فمستقبله يفعل بضم العين أقيس قعد يقعد أقيس من جلس يجلس وعاد الضمير في ! 2 < لها > 2 ! مؤنثا إذ السلم بمعنى المسالمة والهدنة وقيل السلم مؤنثة كالحرب ذكره النحاس وقال أبو حاتم يذكر السلم وقال قتادة والحسن بن أبي الحسن وعكرمة وابن زيد هذه الآية منسوخة بآيات القتال في براءة .
قال القاضي أبو محمد وقد يحتمل ألا يترتب نسخها بها بأن يعني بهذه من تجوز مصالحته وتبقى تلك في براءة في عبدة الأوثان وإلى هذا ذهب الطبري وما قالته الجماعة صحيح أيضا إذا كان الجنوح إلى سلم العرب مستقرا في صدر الإسلام فنسخت ذلك آية براءة ونبذت إليهم عهودهم وروي عن ابن عباس أنها منسوخة بقوله تعالى ! 2 < فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون > 2 ! الآية .
قال القاضي أبو محمد وهذا قول بعيد من أن يقوله ابن عباس رضي الله عنه لأن الآيتين مبينتان وقوله ! 2 < وتوكل على الله > 2 ! أمر في ضمنه وعد .
قوله عز وجل $ سورة الأنفال 62 63 64 $ .
الضمير في قوله ! 2 < وإن يريدوا > 2 ! عائد على الكفار الذين قيل فيهم ! 2 < وإن جنحوا > 2 ! وقوله ! 2 < وإن يريدوا أن يخدعوك > 2 ! يريد بأن يظهروا له السلم ويبطنوا الغدر والخيانة أي فاجنح وما عليك من نياتهم الفاسدة ! 2 < فإن حسبك الله > 2 ! أي كافيك ومعطيك نصرة وإظهارا وهذا وعد محض و ! 2 < أيدك > 2 ! معناه قواك ! 2 < وبالمؤمنين > 2 ! يريد بالأنصار بقرينة قوله ! 2 < وألف بين قلوبهم > 2 ! الآية وهذه إشارة إلى العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج في حروب بعاث فألف الله تعالى قلوبهم على الإسلام وردهم متحابين في الله وعددت هذه النعمة تأنيسا لمحمد صلى الله عليه وسلم أي كما لطف بك ربك أولا فكذلك يفعل آخرا وقال ابن مسعود نزلت هذه الآية في المتحابين في الله إذا تراءى المتحابان فتصافحا وتضاحكا تحاتت خطاياهما فقال له عبدة بن أبي لبابة إن هذا ليسير فقال له لا تقل ذلك فإن الله يقول ! 2 < لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم > 2 ! قال عبدة فعرفت أنه أفقه مني .
قال القاضي أبو محمد وهذا كله تمثل حسن بالآية لا أن الآية نزلت في ذلك بل تظاهرت أقوال المفسرين أنها في الأوس والخزرج كما ذكرنا ولو ذهب إلى عموم المؤمنين في المهاجرين والأنصار وجعل التأليف ما كان من جميعهم من التحاب حتى تكون ألفة الأوس والخزرج جزءا من ذلك لساغ ذلك