@ 547 @ .
قال القاضي أبو محمد وهذا الخلاف إنما ينبغي أن يترتب على ما يتوجه من المعنى في قوله ! 2 < لا تعلمونهم > 2 ! فإذا حملنا قوله ! 2 < لا تعلمونهم > 2 ! على عمومه ونفينا علم المؤمنين بهذه الفرقة المشار إليها جملة واحدة وكان العلم بمعنى المعرفة لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد لم يثبت من الخلاف في قوله ! 2 < آخرين > 2 ! إلا قول من قال الإشارة إلى المنافقين وقول من قال الإشارة إلى الجن وإذا جعلنا قوله ! 2 < لا تعلمونهم > 2 ! محاربين أو نحو هذا مما تفيد به نفي العلم عنهم حسنت الأقوال وكان العلم متعديا إلى مفعولين .
قال القاضي أبو محمد هذا الوجه أشبه عندي ورجح الطبري أن الإشارة إلى الجن وأسند في ذلك ما روي من أن صهيل الخيل ينفر الجن وأن الشيطان لا يدخل دارا فيها فرس الجهاد ونحو هذا وفيه على احتماله نظر وكان الأهم في هذه الآيات أن يبرز معناها في كل ما يقوي المسلمين على عدوهم من الإنس وهم المحاربون والذين يدافعون على الكفر ورهبتهم من المسلمين هي النافعة للإسلام وأهله ورهبة الجن وفزعهم لا غناء له في ظهور الإسلام بل هو تابع لظهور الإسلام وهو أجنبي جدا والأولى أن يتأول المسلمين إذا ظهروا وعزوا هابهم من جاورهم من العدو المحارب لهم فإذا اتصلت حالهم تلك بمن بعد من الكفار داخلته الهيبة وإن لم يقصد المسلمون إرهابهم فأولئك هم الآخرون ويحسن أن يقدر قوله ! 2 < لا تعلمونهم > 2 ! بمعنى لا تعلمونهم فازعين راهبين ولا تظنون ذلك بهم والله تعالى يعلمهم بتلك الحالة ويحسن أيضا أن تكون الإشارة إلى المنافقين على جهة الطعن عليهم والتنبيه على سوء حالهم وليستريب بنفسه كل من يعلم منها نفاقا إذا سمع الآية ولفزعهم ورهبتهم غناء كثير في ظهور الإسلام وعلوه وقوله ! 2 < من دونهم > 2 ! بمنزلة قولك دون أن يكون هؤلاء ف دون في كلام العرب ومن دون يقتضي عدم المذكور بعدها من النازلة التي هي فيها القول ومنه المثل .
( وأمر دون عبيدة الوذم % ) .
تفضل تعالى بعدة المؤمنين على إنفاقهم في سبيل الله بأن النفقة لا بد أن توفى أي تجازى ويثاب عليها ولزوم هذا هو في الآخرة وقد يمكن أن يجازي الله تعالى بعض المؤمنين في الدنيا مجازاة مضافة إلى مجازاة الآخرة وقوله تعالى ! 2 < وإن جنحوا للسلم فاجنح لها > 2 ! الآية الضمير في ! 2 < جنحوا > 2 ! هو للذين نبذ إليهم على سواء وجنح الرجل إلى الأمر إذا مال إليه وأعطى يده فيه ومنه قيل للأضلاع جوانح لأنها مالت على الحشوة وللخباء جناح وجنحت الإبل إذا مالت أعناقها في السير وقال ذو الرمة .
( إذا مات فوق الرحل أحييت روحه % بذكراك والعيس المراسيل جنح ) .
وجنح الليل إذا أقبل وأمال أطنابه على الأرض ومنه قول النابغة .
( جوانح قد أيقن أن قبيله % إذا ما التقى الجمعان أول غالب ) + الطويل + .
أي موائل .
وقال لبيد .
( جنوح الهالكي على يديه % مكبا يجتلي نقب النصال ) + الوافر + .
وقرأ جمهور الناس للسلم بفتح السين وشدها وقرأ عاصم في رواية بكر للسلم بكسرها وشدها