@ 381 @ وقوله : { أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } وقوله : { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } وقد قدمنا طرفاً من هذه في أول ( سورة الأعراف ) . .
واختلف العلماء في إعراب ( السيئات ) في هذه الآية الكريمة . فقال بعض العلماء : نعت لمصدر محذوف . أي مكروا المكرات السيئات ، أي القبيحات قبحاً شديداً . كما ذكر الله عنهم في قوله : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ } . وقال بعض العلماء : مفعول به ل ( مكرواً ) على تضمين ( مكروا ) معنى فعلوا . وهذا أقرب أوجه الإعراب عندي . وقيل : مفعول به ل ( أمن ) أي أكمن الماكرون السيئات : أي العقوبات الشديدة التي تسوءهم عند نزولها بهم . ذكر الوجه الأول الزمخشري ، والأخيرين ابن عطية . وذكر الجميع أبو حيان في ( البحر المحيط ) . .
تنبيه .
كل ما جاء في القرآن من همزة استفهام بعدها واو العطف أوفاؤه . كقوله : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً } ، { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } ، { أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَاتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ } الخ ، وفيه وجهان معروفان عند علماء العربية : أحدهما أن الفاء والواو كلتاهما عاطفة ما بعدها على محذوف دل المقام عليه . كقولك مثلاً : أنمهلكم فنضرب عنكم الذكر صفحاً ؟ ا أعموا فلم يروا إلى ما بين أيديهم ؟ ا ألم تأتكم آياتي فلم تكن تتلى عليكم ؟ ا وهكذا وإلى هذا الوجه أشار ابن مالك في الخلاصة بقوله : أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَاتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ } الخ ، وفيه وجهان معروفان عند علماء العربية : أحدهما أن الفاء والواو كلتاهما عاطفة ما بعدها على محذوف دل المقام عليه . كقولك مثلاً : أنمهلكم فنضرب عنكم الذكر صفحاً ؟ ا أعموا فلم يروا إلى ما بين أيديهم ؟ ا ألم تأتكم آياتي فلم تكن تتلى عليكم ؟ ا وهكذا وإلى هذا الوجه أشار ابن مالك في الخلاصة بقوله : % ( وحذف متبوع بدا هنا استبح % وعَطفك الفعل عَلى الفعل يصح ) % .
ومحل الشّاهد في الشطر الأول دون الثاني . .
الوجه الثاني أن الفاء والواو كلتاهما عاطفة للجملة المصدرة بهمزة الاستفهام على ما قبلها . إلا أن همزة الاستفهام تزحلقت عن محلها فتقدمت على الفاء والواو ، وهي متأخرة عنهما في المعنى ، وإنما تقدمت لفظاً عن محلها معنى لأن الاستفهام له صدر الكلام .