@ 369 @َ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } فإنه نفى هذا النفي بقوله جل وعلا { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } ، ومثل هذا كثير في القرآن وفي كلام العرب . .
الثاني أن تكون جواباً لاستفهام مقترن بنفي خاصة . كقوله : { أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى } ، وقوله : { أَوَلَيْسَ الَذِى خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالاٌّ رْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى } ، وقوله : { قَالُواْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَى } ، وهذا أيضاً كثير في القرآن وفي كلام العرب . أما إذا كان الاستفهام غير مقترن بنفي فجوابه ب ( نعم ) لا ب ( بلى ) وجواب الاستفهام المقترن بنفي و ( نعم ) مسموع غير قياسي . كقوله : قَالُواْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَى } ، وهذا أيضاً كثير في القرآن وفي كلام العرب . أما إذا كان الاستفهام غير مقترن بنفي فجوابه ب ( نعم ) لا ب ( بلى ) وجواب الاستفهام المقترن بنفي و ( نعم ) مسموع غير قياسي . كقوله : % ( أليس الليل يجمع أم عمرو % وإيانا فذاك لنا تداني ) % % ( نعم ، وترى الهلال كما أراه % وبعلوها النهار كما علاني ) % .
فالمحل ل ( بلى ) لا ل ( نعم ) في هذا البيت . .
فإن قيل : هذه الآيات تدل على أن الكفار يكتمون يوم القيامة ما كانوا عليه من الكفر والمعاصي ، كقوله عنهم : { وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } ، وقوله : { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ } ، ونحو ذلك . مع أن الله صرح بأنهم لا يكتمون حديثاً في قوله : { وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً } . .
فالجواب هو ما قدمنا من أنهم يقولون بألسنتهم : والله ربنا ما كنا مشركين . فيختم الله على أفواهم . وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون . فالكتم باعتبار النطق بالجحود وبالألسنة . وعدم الكتم باعتبار شهادة أعضائهم عليهم . والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى : { فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ } . لم يبين هنا عدد أبوابها ، ولكنه بين ذلك في ( سورة الحجر ) في قوله جل وعلا : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } ، أرجو الله أن يعيذنا وإخواننا المسلمين منها ومن جميع أبوابهاا إنه رحيم كريم . قوله تعالى : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن المتقين إذا سئلوا عما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم قالوا : أنزل عليه خيراً . أي رحمة وهدى وبركة لمن اتبعه وآمن به . ويفهم من صفة أهل هذا الجواب