@ 324 @ اليقين : الموت ، ويدل لذلك قوله تعالى : { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الُخَآئِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ } وهو الموت . .
ويؤيد هذا ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أم العلاء ( امرأة من الأنصار ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا دخل على عثمان بن مظعون وقد مات ، قالت أُمُّ العلاء : رحمة الله عليك أبا السَّائبا فشهادتي عليك لقد أكرمك الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وما يدريك أن الله قد أكرمه ) ؟ فقالت : بأبي وأمي يا رسول الله فمن يكرمه الله ؟ فقال : ( أَما هو فقد جاءه اليقين ، وإني لأَرجو له الخير . . ) الحديث . وهذا الحديث الصحيح يدل على أن اليقين الموت . وقول من قال : إن المراد باليقين انكشاف الحقيقة ، وتيقن الواقع لا ينافي ما ذكرنا ، لأن الإنسان إذا جاءه الموت ظهرت له الحقيقة يقيناً . ولقد أجاد التهامي في قوله : : ( وما يدريك أن الله قد أكرمه ) ؟ فقالت : بأبي وأمي يا رسول الله فمن يكرمه الله ؟ فقال : ( أَما هو فقد جاءه اليقين ، وإني لأَرجو له الخير . . ) الحديث . وهذا الحديث الصحيح يدل على أن اليقين الموت . وقول من قال : إن المراد باليقين انكشاف الحقيقة ، وتيقن الواقع لا ينافي ما ذكرنا ، لأن الإنسان إذا جاءه الموت ظهرت له الحقيقة يقيناً . ولقد أجاد التهامي في قوله : % ( والعيش نوم والمنية يقظة % والمرء بينهما خيال ساري ) % .
وقال صاحب الدر المنثور : أخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والحاكم في التاريخ ، وابن مردويه ، والديلمي عن أبي مسلم الخولاني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ، ولكن أوحي إلي : أن ( سبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) . .
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ، ولكن أوحي إلي : أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) . .
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما أوحي إلي أن أكون تاجراً ولا أجمع المال متكاثراً ، ولكن أوحي إلي : أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) . .
تنبيهان الأول هذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان ما دام حياً وله عقل ثابت يميز به ، فالعبادة واجبة عليه بحسب طاقته . فإن لم يستطع الصلاة قائماً فليصل قاعداً ، فإن لم