@ 152 @ .
ونص صريح في تنزيه الله سبحانه وتسبيحه عما قالوا . .
ثم جاء حرف الإضراب عن قولهم : { بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } ، ففيه بيان المانع عقلاً من اتخاذ الولد بما يلزم الخصم ، وذلك أن غاية اتخاذ الولد أن يكون باراً بوالده ، وأن ينتفع الوالد بولده . كما في قوله تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا } ، أو يكون الولد وارثاً لأبيه كما في قوله تعالى عن نبي الله تعالى زكريا عليه السلام : { فَهَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } . .
والله سبحانه وتعالى حي باق يرث ولا يورث كما قال تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ } . .
وقوله : { وَللَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ } . .
فإذا كان للَّه سبحانه وتعالى كل ما في السماوات والأرض في قنوت وامتثال طوعاً أو كرهاً ، كما قال تعالى : { وَمَا يَنبَغِى لِلرَّحْمَانِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً * إِن كُلُّ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمَانِ عَبْداً } . .
فهو سبحانه وتعالى ليس في حاجة إلى الولد لغناه عنه . .
ثم بين سبحانه قدرته على الإيجاد والإبداع في قوله تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } . .
وهذا واضح في نفي الولد عنه سبحانه وتعالى . .
وقد تمدح سبحانه في قوله : { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا } . .
أما أنه لم يولد . فلم يدع أحد عليه ذلك . لأنه ممتنع عقلاً ، بدليل الممانعة المعروف وهو كالآتي : .
لو توقف وجوده سبحانه على أن يولد لكان في وجوده محتاجاً إلى من يوجده ، ثم يكون من يلده في حاجة إلى والد ، وهكذا يأتي الدور والتسلسل وهذا باطل .