@ 151 @ الإخلاص . والتي تعدل ثلث القرآن لاختصاصها بحق الله تعالى في ذاته وصفاته من الوحدانية والصمدية ، ونفي الولادة والولد ، ونفي الكفء ، وكلها صفات انفراد لله سبحانه . .
وقد جاء فيها النص الصريح بعدم الولادة ، وأنه سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد ، فهي أخص من تلك ، وهذا من المسلمات عند المسلمين جميعاً بدون شك ولا نزاع ولم يؤثر فيها أي خلاف . .
ولكن غير المسلمين لم يسلموا بذلك ، فاليهود قالوا : عزيز ابن الله ، والنصارى قالوا : المسيح ابن الله ، والمشركون قالوا : الملائكة بنات الله . .
فاتفقوا على ادعاء الولد للَّه ، ولم يدع أحد أنه سبحانه مولود . .
وقد جاءت النصوص الصريحة في نفي الولد عن الله سبحانه وتعالى ، إلا أن مجرد النص الذي لم يؤمن به الخصم لا يكفي لإقناعه ، وفي هذه السورة وهي المختصة بصفات الله ، لم يأت التنويه فيها عن المانع من اتخاذ الله للولد ، ومن كونه سبحانه لم يولد . .
ولما كان بيان المانع أو الموجب من منهج هذا الكتاب ، إذا كان يوجد للحكم موجب أو مانع ولم تتقدم الإشارة إلى ذلك ، فيما تقدم من كلام الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه مع أنه رحمه اللَّه ، قد تكلم على آيات الأسماء والصفات جملة وتفصيلاً ، بما يكفي ويشفي . .
ولكن جاء في القرآن الكريم ذكر ادعاء الولد للَّه ، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . .
وجاء الرد من الله تعالى مع بيان المانع مفصلاً مع الإشعار بالدليل العقلي ، ولذا لزم التنويه عليه ، وذلك في قوله تعالى : { وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } . .
فهذا نص صريح فيما قالوه : { اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا } .