@ 101 @ .
وقيل : الهمز باليد ، واللمز باللسان ، والغمز بالعين ، وكلها معان متقاربة تشترك في تنقص الآخرين . { الَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ } . هذا الوصف يشعر بأنه علة فيما قبله ، إذ الموصول هنا يدل من كل المتقدمة ، وليس العيب في جمع مالاً بل في عدده . يحسب أن ماله أخلده . وفي عدده عدة معان : .
قيل : عده كل وقت وآخر ، تحفظًا عليه . .
وقيل : عدده كنزه . .
وقيل : عدده أعده للحاجة . .
وقرىء : جمع وعدد بالتشديد وبالتخفيف . والمراد به من لم يؤد حق الله فيه شحاً وبخلا ، كما تقدم في سورة { أَلْهَاكُمُ التَّكَّاثُرُ } . { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } . هذا الحسبان هو المذموم عليه ، والمنصب عليه الوعيد ، لأنه كفر بالبعث . كما قال صاحب الجنة في الكهف { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَاذِهِ أَبَداً وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً } . { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِى الْحُطَمَةِ } . كلا : ردع وزجر له على حسبانه الباطل ، ولينبذن في جواب قسم محذوف دل عليه قوله : كلا . .
وهذا يفسره ما تقدم في قوله : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } ، أي ينبذ نبذاً ، فيهوي على أم رأسه . عياذاً باللَّه . .
والحطمة : فعلة من الحطم ، وهو الكسر ، ثم الأكل الكثير . .
وقد فسرت بما بعدها { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ } ، وسميت ( حطمة ) لأنها تحطم كل ما ألقي فيها ، وتقول : هل من مزيد .